Thursday, February 21, 2008

شنودة الثالث .. عاد إلي القاهرة.. فانطفأت «فتنة» مكسيموس


شنودة الثالث .. عاد إلي القاهرة.. فانطفأت «فتنة» مكسيموس
١٩/٧/٢٠٠٦
كثيرون الذين اتفقوا مع البابا شنودة، وقليلون الذين اختلفوا معه.. فمواقف الرجل الوطنية دائماً تسبق خطواته.. فهو القائل: مصر بالنسبة لنا ليست وطناً نعيش فيه إنما وطن يعيش فينا.. وهو الرافض لسفر الأقباط إلي الأراضي المقدسة إلا بعد تحريرها حفاظا علي روابط الوحدة الوطنية.
نظير جيد روفائيل.. المولود قبل ٨٣ عاماً والذي سيم بابا للأقباط الأرثوذكس في ١٤ نوفمبر ١٩٧١ لم يتراجع عن موقف اتخذه ولم يحنث بوعد قطعه علي نفسه فالإحباط لا يعرف الطريق إليه ولا يتسرب اليأس إلي نفسه فهو من رجال الكنيسة الذين اتفقت عليهم آراء النخبة والعامة في صدقه ووطنيته ومواقفه الشجاعة التي تخطت حدود مصر إلي العالم وأصبحت شعبيته في كل مكان وعلي كل لسان. وبعودته إلي القاهرة انطفأت فتنة «مكسيموس» التي حاول البعض إشعالها.
ضياء رشوان: لا خلاف عليه
كتب - محمدغريب:
قال ضياء رشوان الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام: هناك إجماع ديني علي البابا شنودة وكل الأطياف لا تنفي شرعيته، فهو من الناحية السياسية رجل له أدوار مهمة منها، نزاعه الطويل مع الرئيس الراحل أنور السادات حتي عزله، وهذا جزء من موقف نزاعي عام للمجتمع ككل مع الرئيس السادات في تلك المرحلة، وثاني موقف له يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل ورفضه فكرة التطبيع التي نتج عنها قراره بمنع الحجاج المسيحيين من الذهاب إلي بيت المقدس، وهذا موقف سياسي متميز انحاز فيه البابا شنودة لرأي أغلبية المصريين بصفة عامة، وهذا يحسب له لأنه سبق الكثير من القوي الموجودة وقتها علي الساحة لم تجرؤ علي اتخاذ مثل هذا الموقف.
وأنا لم أر إلي الآن أي أمر يهدد مكانة البابا شنودة لدي الشعب القبطي، وإن وجدت خلافات في الرأي أو التوجهات، لكنها لا تمس مكانته وقيادته. أما عموم المصريين فيهمهم موقفه من القضايا العامة التي تمس المجتمع ككل.
طلعت جاد الله: رفض خيانة العرب
كتبت ـ سحر المليجي:
قال طلعت جاد الله المستشار الإعلامي السابق للبابا شنودة الثالث أن له دوراً عظيماً علي المستويين المصري والعربي، وأشار إلي مجهوداته في ربط الكنيسة بقضايا الوطن العربي وأطلق شعاراته الثلاثة الشهيرة: «لن يكون الأقباط خونة للعرب والمسلمين» لن نفرط في ثوابت الأمن المصري والعربي ولن أدخل القدس إلا مع شيخ الأزهر، وأضاف جاد الله: «البابا أكد دائماً علي أن السيادة الدينية والسياسية علي القدس للعرب فقط كما وقف ضد التطهير العرقي للمسلمين في كوسوفو وتبرع لإعانة المسلمين وقاد حملة شعبية لمناصرة المسلمين، كما كان له دور كبير ضد احتلال الكويت وناصر الشعب العراقي والمقاومة اللبنانية.
وقال جاد الله إن البابا شنودة الثالث هو صاحب مدرسة انفتاح الكنيسة علي المجتمع، فكان أول بطريرك قبطي يحاضر في معرض الكتاب وقد أعاد بعلاقته الطيبة مع شيخ الأزهر صورة مصر الواحدة التي تجلت في ثورة ١٩١٩ وشارك في العديد من المؤتمرات والمناسبات الإسلامية وينتقل طلعت جاد الله إلي تعديد منجزات البابا علي المستوي العالمي فيقول: «البابا شنودة هو الذي أسس كنائس للأقباط في مهاجرهم فبعد حركة الهجرة الشهيرة عام ١٩٦٧، أسس البابا كيرلس السادس ٤ كنائس لخدمة الأقباط المهاجرين وفي نهاية السبعينيات أنشأ البابا شنودة كنائس في أوكرانيا وأمريكا ليربط المهاجرين المصريين ببلدهم، ويعلم أبناءهم اللغة والعادات المصرية وهو ما جعل من الأساقفة سفراء لمصر.
ويوجد في كثير من دول العالم كنائس أرثوذكسية تتبع الكنيسة المصرية، ويوجد بها أساقفة مصريون لنقل عادات وتقاليد ولغة الشعب المصري.. وكان للبابا شنودة الفضل في هذا التوسع الأفقي غير المسبوق للكنيسة المصرية وكان لهذه الكنائس دور كبير في مساندة مصر، ففي عام ١٩٧٣ حيث لعبت دوراً كبيراً في توفير مساعدات مالية.