Sunday, October 14, 2007

مشوار بلا داع

هكذل فعلت الحرب
سحر المليجى

كان كهلا عجوزا وحيدا لايخالط الاطفال على عكس عجائز القرية _الذين يجتمع حولهم الاطفال _عينيه يملاهما الحزن ,جسده ضعيف ,لا يهتم بمظهره ,لا يتكلم حتى ان تحدثت اليه بصوت عالى , على بعد خطوات من منزلى, كانت هناك شجرة تطل على الترعة يجلس تحتها دائما هائما حائرا ياقى فيها بعض الحجر ويرى امواجها التى على شكل الدوائر التى تتشكل واحدة تلو الاخرى , كنت اشعر به يذوب مع كل دائرة تنهى لانه لم يكن يترك واحدة تنهى حتى يقذف بحجر اخر يحدث نفس الشكل , سألت جدى عنه قال هكذا الحرب تأخذ الاصحاب و العقل والاحلام فتقضى على الانسان سواء مقتولا او فائزا مهزوم النفس, انه صديق لى خرج الى حرب اليمن مع باقى شباب القرية ليعيش اصعب اوقات حياته ,خرج شابا يافعا مهزارا يحب الضحك ويحبه كل اهل القرية وكان له صديق لا يفارقه خرج معه الى الحرب وهناك كانت الكارثة كان اليمنيون لا يعرفون شيئا عن الثور التى قام بها بعض الشباب ولان اليمن تغلب عليها القبلية فكانت الحرب لا تعرف فيها عدوا من حبيب الكل يضرب والكل مضروب الا ان المصريون كانوا اكثر المضرورين فلا ذنب لهم فى الدخول فى حرب لا علاقة لهم بها ,كان الصديق يصف حربا من اهل بلد يعرفون كل حجرفيها, كل شبر من ارضها , يعرفون جبالها يختبئون بين صخورها كى يصطادوا المصريين بدلا عن المحتل البريطانى الذى كان قابع فى البلاد ,على يديه سقط صديقه مقتولا بعد ثلاثة ايام تائها فى الصحراء لا يدرى لمن يلجأ ماذا حدث ولماذا , عاد مكسورا ,حزينا ,تائها ,مريضا ,لايستطيع النوم ,كان ينام مغمض عينا ويفتح الاخرى كالذئاب ,هكذا الحرب تفعل فى الانسان اما القتل او القتل ,وبعد سنوات مات جدى ومات الرجل وقطعت الشجرة وردمت الترعة لكن جراح الحرب لم تنتهى ,وكلما تذكرت اليمن تذكرت حربها او ثورتها المجيدة فى 26 سبتمبر وتذكرت ايضا حديث النبى الشريف

"اتخذوا من مصر جنودا فان جنودها خير اجناد الارض"

وسألت نفسى هل لهذا الحديث علاقة بكل ما يحدث مع المصريين لماذا شاركت مصر فى معظم الحروب والثورات على الرغم من ان ثورتها (ثورة 23 يوليو ) قامت على ايدى المصريين وحدهم , 70 الف جندى مصرى فى اليمن ,ما يقرب من 10 الاف جندى فى الجزائر و50 الف فى العراق ومع كل حرب نعود مهزومين النفس مشتتى البال تاركين المكاسب لاهل بلادها سواء اكرمونا ام اهانونا .
فى كل حديث وحوار للدكتور عبد الرحمن البيضانى نائب رئيس جمهورية اليمن الاسبق كان يؤكد على انه لولا مصر ما قامت الثورة اليمنية ولا استمرت ولا حققت اهدافها تلك الاهداف التى لم تتحقق الا منذ 12 عاما بالتوحد بين الشمال والجنوب على الرغم من قيام الثورة منذ 45 عاما والتى كانت بدايتها منذاكثر من 70 عاما منذ اول ظهور للمعارضة للامام الحاكم عام 1938
احلام اليمنيين تتحقق وتزداد المدارس والجامعات وتصبح المملكة جمهورية وتصل الحرية فيها لان تترشح سية للرئاسة امام الرئيس على صالح ونحن فى مصر الى اين ؟ لا اجد الا ان اقول فى النهاية هنيئا لكم يااخواننا العرب بالمصريين المضحيين بدمائهم وارواحهم من اجلكم وكان الله فى عونكم يامصريين .

No comments: