Saturday, August 25, 2007

مساكن العمال فى شبرا الخيمة خزانات وقود او اقبية متهالكة


مساكن العمال في شبرا الخيمة خزانات وقود أو أقبية متهالكة
كتب إبراهيم معوض ـ سحر المليجي ٢٦/٤/٢٠٠٧
لا يعرف عمال إدارة محطات وطلمبات أبو المنجا بشبرا الخيمة التابعة لوزارة الري العيش إلا حد الكفاف، فرواتبهم الهزيلة لا تؤمن سكناً آدمياً لائقاً بعمال أعطوا زهرة عمرهم فجادت عليهم إدارة عملهم، ومنحتهم مساكن عبارة عن أقبية خرسانية كانت تستخدم كخزانات وقود لمحطة الديزل القديمة بالإدارة، وبين الحين والآخر يتلقي هؤلاء إنذارات بالطرد من أقبيتهم التي يسكنونها منذ عام ١٩٥٦ كما يقول السكان.
يحتاج عبدالحميد بالي «٥٠ عاماً» ويعمل ميكانيكياً إلي عدة دقائق ليهبط السلم المؤدي إلي منزله الذي يقع تحت سطح الأرض بثلاثة أمتار، لكنه لا يشكو من التهوية المفقودة والحالة الرثة لمنزله،
ويقول إنه راض وما يقلقه شيء آخر، ويوضح عبد الحميد أنه بالرغم من إصدار وزارة الحكم المحلي كتاباً دورياً تضمن موافقة رئيس مجلس الوزراء علي عدم إخلاء هؤلاء العاملين قبل توفير سكن بديل لهم، إلا أن الإدارة تصر علي توجيه إنذارات لهؤلاء العاملين كتابياً،
وتطالبهم بدفع مقابل الانتفاع وتحذيرهم من اتخاذ قرارات ضدهم، لطردهم من السكن الذي يشغلونه والحجة هي زوال سبب الانتفاع والذي كان مخصصاً لوظائفهم، وتتهمهم باغتصاب هذه الأرض دون سند قانوني، وتساءل عن مصيره وأبنائه إذا تم طردهم، ويقول سعيد عطية علي «٥٥ عاماً» مسؤول الأمن بالمحطة، أن هذه الأقبية كانت تستخدم كخزانات وقود لمحطة الديزل القديمة بالإدارة، إلا أنه تم الاستغناء عنها وإحلالها بمحطة أبو المنجا الكهربائية عام ١٩٥٦،
وعندما أصبحت الإدارة في غير حاجة لهذه الأقبية، قامت بتقسيمها وتوزيعها علي العاملين كوحدات سكنية وأقاموا فيها وأسرهم منذ هذا التاريخ دون إجراء أي تعديلات بها من قبل الهيئة حتي يومنا هذا.
وأضاف سعيد أن العمال تقدموا بطلب لتسليمهم هذه الخزانات للأملاك الأميرية بغية تمليكها لهم طبقاً للقرار الوزاري رقم ١٤٣ لسنة ١٩٨٥ إلا أنه تم تعديل هذا القرار بقرار آخر برقم ١٥٣ لسنة ١٩٨٨ يمنع نقل هذه القطع للأملاك الأميرية، ويشكو محمود محمد عبدالله «٣٦ عاماً» سائق بالمحطة من أن الهيئة رفضت تركيب شبكات مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء للعمال، مما اضطرهم لتوصيلها بالمجهود الذاتي، وأن مياه الشرب تأتي من النيل مباشرة ويتم معالجتها في المحطة بطريقة بدائية،
مما تسبب في إصابة السكان وأسرهم بالعديد من الأمراض، بالإضافة إلي أن الهيئة تحظر علي المقيمين بالأقبية إجراء أي تعديلات أو إصلاحات بها، بالرغم من وجود تصدعات واضحة بالأبنية، مما يعرض حياة السكان للخطر، خاصة أن انخفاض المباني عن سطح الأرض ونزول السكان إليها عن طريق سلالم أرضية يجعلها أشبه بالمقابر الجماعية في حالة انهيارها، كما أن ذلك يساعد علي استقرار مياه الأمطار بداخلها في الشتاء وزيادة نسبة الرطوبة في الصيف.
وأكد السكان بالمحطة رضا عبدالله ومحمد عثمان ويوسف قناوي ومحمد إسماعيل، ورمضان عبدالحكيم وجابر إدريس وعبد الجابر حسنين، أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوي لوزير الري والموارد المائية، الذي أحال شكواهم إلي مصلحة الميكانيكا والكهرباء، وتم تشكيل أكثر من لجنة أكدت جميعها أحقية العاملين في تملك هذه المساكن وإعمارها، إلا أنه لم يتم تنفيذ هذه التوجيهات منذ عام ٢٠٠٣ حتي الآن، وأنهم لم يجدوا سوي التسويف والمماطلة من المسؤولين الذين لا يعنيهم أمر العاملين في شيء.
عمال محطة الصرف الصحي بزنين التابعة لوزارة الإسكان بمنطقة بولاق الدكرور، ليسوا أوفر حظاً في سكنهم من عمال «أبوالمنجا»، ففي محطة زنين تقيم أربعون أسرة من العاملين بالمحطة في حالة رعب دائم بسبب تآكل الجدران والأعمدة.
من ناحيته، ينفي عزت عبدالسلام رئيس الإدارة المركزية للشؤون القانونية بالشركة هذه الاتهامات، ويؤكد أنه تم تخصيص هذه الوحدات السكنية للعاملين وفق قرارات إدارية للانتفاع بها، وأنه في حالة تقدم أي عامل من العاملين بطلب لإجراء أي إصلاحات أو ترميم بالعقار، يتعين عرضه علي اللجنة العليا للإسكان للنظر فيه واتخاذ اللازم علي الفور عن طريق إدارة المشروعات بالشركة، لكن العمال وأهاليهم يعيشون علي أمل تدخل وزارة الإدارة المحلية والجهات المسؤولة لإنقاذ منازلهم من الانهيار.

عبير الاكثر مبيعا

عبيــر»..الأكثر مبيعاً
كتب سحر المليجي ٥/٨
سوق الكتب ماشية في الصيف أكثر من الشتاء.. والبركة في «الإخوة العرب»
أنا أقرأ كتب في الصيف؟.. أعوذ بالله
نموذج لحوار مع أحد الشباب حول القراءة في الصيف، وهو الموسم الذي يعتقد الكثيرون أنه موسم «موت» مبيعات الكتب لأن الجميع يبحثون عن وسائل ترفيه أخري تنسيهم شكل «الكتاب» الدراسي، ولكن الحقيقة التي استخلصناها من بائعي الكتب أنفسهم هي أن الكتب والمجلات تلقي رواجاً في موسم الصيف لأسباب مختلفة، ولكن النوعية التي تلقي هذا الرواج هي نوعية مختلفة من الكتب أيضاً.
روايات عبير علي سبيل المثال، وهي عبارة عن قصص رومانسية تكتب بأسلوب واحد ولا يتغير فيها إلا أسماء الشخصيات والأماكن، هي الروايات الأكثر مبيعاً في الصيف، حيث تقرأها الفتيات بنهم بالغ ربما بحثاً عن فارس يأتي علي حصان أبيض في زمن عز فيه الفرسان، أو يقرأها الشباب في محاولة لاقتناص فتاة جميلة في الخيال إذا كان يستحيل لقاؤها في الواقع.
هذه الحقيقة يؤكدها محمد عبدالفتاح بائع الكتب الذي يري أن فصل الصيف كله «خير» في المبيعات خاصة مع وجود الأعداد الكبيرة من السائحين العرب الذين يقبلون علي شراء المجلات بكثافة، ونفس الوضع ينطبق علي المصريين الذين يكثرون من شراء الكتب لأطفالهم ومجلة ميكي وأحياناً سمير، ولكن أكثر الكتب التي تباع في موسم الصيف هي روايات «عبير» التي تختفي بسرعة.
وفي كل الفصول لا يتوقف الشباب عن شراء كتب المغامرات البوليسية وعلي رأسها أعمال «أجاثا كريستي» أشهر مؤلفة في التاريخ، ولكن الظاهرة التي يرصدها معظم بائعي الكتب هي أن كتب وروايات المراهقين تجتذب حالياً قراءً من أعمار مرتفعة تبلغ في المتوسط ٣٠ عاماً وهي ظاهرة تحتاج لتحليل من علماء النفس لشرح معانيها.
الكتب «الثقيلة» سواء كانت علمية أو سياسية لا تجد رواجاً خاصة في موسم الصيف، كما تقول «هند إبراهيم» بائعة الكتب التي تري أن «زبون» هذا النوع من الثقافة ثابت ولا يتأثر بالمواسم، أما الكتب الصيفية فهي لا تتجاوز كتب الأطفال وروايات عبير والروايات الرومانسية لأنها رخيصة وحجمها صغير!.
وعلي عكس مقولات رائجة مثل أن الصيف لا يعتبر موسماً للقراءة فإن بائع الكتب إبراهيم عبدالمجيد يري العكس وله نظرية خاصة في هذا الموضوع وهي أن «الزبون» في موسم الصيف يتجول كثيراً ويتنزه في الشوارع لقضاء الوقت، وبالتالي فإنه يقف كثيراً أمام الكتب التي تفترش الرصيف وتكون هناك فرصة أكبر للشراء، ولكن الكتب الجذابة لا تتجاوز الروايات المختلفة وأحياناً دواوين الشعر التي يحتل قمتها بلا منازع الشاعر نزار قباني ملك الرومانسية وبعده تأتي أعمال الشاعر السياسي أحمد مطر ثم «الفاجومي» أحمد فؤاد نجم.
في مكتبة مدبولي أشهر مكتبات القاهرة يري حسن مدبولي أن موسم الصيف أكثر رواجاً في البيع، والسبب بسيط وهو السائح العربي الذي يحرص علي شراء الكتب من القاهرة خاصة الروايات التي يكتبها مؤلفون غير مصريين، ويكون الحصول عليها صعباً في بلد السائح، ومع ذلك فمازالت رواية «عمارة يعقوبيان» للأديب علاء الأسواني تحقق مبيعات هائلة، رغم مرور سنوات علي صدورها، هل مازلت تعتقد أنه في الصيف «مايتقريش كتاب»؟!.

القاهرة 2050 يفتقد للرؤية وتنفيذه يزيد الطبقية


مؤتمر «التخطيط العمراني»: مشروع القاهرة ٢٠٥٠ يفتقد للرؤية التخطيطية.. وتنفيذه يزيد الطبقية
كتب سحر المليجي وأسامة المهدي ١٨/٨/٢٠٠٧
أكد خبراء في التخطيط العمراني، أن مشروع القاهرة ٢٠٥٠ يفتقد إلي الرؤية التخطيطية، والمفهوم البيئي، وأن تنفيذه يزيد من الفوارق الطبقية بين أفراد الشعب.
وقالوا خلال مؤتمر التخطيط العمراني لمستقبل مصر ٢٠٥٠ الذي عقد علي هامش المعرض العقاري العربي الأول في القاهرة: إن المخطط الذي تم وضعه يتبني فكرة نقل الـ١٧ وزارة الموجودة في شارع قصر العيني ومجلسي الشعب والشوري إلي القاهرة الجديدة، حيث تم تخصيص ٢٠٠٠ فدان لإنشاء المباني الحكومية وحدائقها علي ٥٠٠ فدان، بينما ستبقي ١٥٠٠ فدان لاستخدامها في مشروعات استثمارية أو مبان للسفارات كي تغطي تكلفة الإنشاءات، موضحاً أنه سيتم عمل مسابقة دولية خلال الشهور الخمسة المقبلة للمكاتب الاستشارية المحلية والعالمية كي تقدم تصميماتها حول آليات تنفيذ المشروع.
وقال الدكتور محمد الدرة، رئيس قسم العمارة بجامعة القاهرة، إن القاهرة التي تم إنشاؤها منذ ١٠٠٠ عام لايزال أهلها يعيشون في الزمن الماضي، ويفتقدون قيمة الوقت ولا يسعون إلي تغييرها خوفاً علي حضارتهم القديمة، ولكن عليهم أن يقبلوا بالفكر الجديد كي يصنعوا لأنفسهم مستقبلاً، كما صنع القدماء تاريخهم، ويستطيعوا حل مشاكلهم الكبيرة.
واستنكر الدرة أن تكون القاهرة المدينة الوحيدة التي يشرف علي تخطيطها المروري الشرطة، مطالباً بأن يتم تقديم حلول للنهوض بالعاصمة والتي لن تحل مشاكلها إلا من خارجها، بجانب تقديم حلول أخري لمشكلة القاهرة الكبري.
وقال: من بين هذه الحلول تقسيم القاهرة الكبري إلي أكثر من ٦ محافظات أو توحيدها تحت رئاسة مجلس تنظيمي يشمل أكثر من مسؤول في محافظة واحدة.
وقالت الدكتورة ناجية عبدالمغني، أستاذ الهندسة المعمارية والاستشارية بوزارة الإسكان سابقاً، إن المخطط يفتقد إلي الاتفاق الكامل لرؤية العلماء حول تخطيط الأقاليم في مصر، كما أن مفهوم البيئة داخل المخطط مجهول، فكل ما سيتم توفيره من خدمات سيكون للأغنياء وليس في صالح الأهالي الحقيقيين، فعندما يتم إخلاء الأهالي من مساكنهم لتنفيذ المشروع، مَنْ سيستفيد من هذا التقدم سوي أصحاب المشروعات الاستثمارية، حتي إن حي الحكومة المقترح إنشاؤه بمدينة القاهرة الجديدة سيكون في صالح الأغنياء، وسيزيد الفرقة الطبقية بين المصريين، فيجعل هناك أحياء للفقراء وأخري للأغنياء، علماً بأن شريحة الأغنياء لا تزيد علي ٥.٠% من إجمالي سكان مصر.
واتفق معها الدكتور عبدالمحسن دسوقي، أستاذ الهندسة البيئية، في أن مصر تضم نحو ٩١ بليونيراً و١٠٠ ألف مليونير، بينما يوجد أكثر من ٧٥ مليون مصري نصفهم فقراء والباقي تحت خط الفقر، مؤكداً أنه طبقاً للمشروع، فإن المستفيدين منه غير واضحين، وتساءل دسوقي: كيف يكون النهوض بالقاهرة من خارجها، وهل سيكون الحل بإنشاء الحدائق والمتنزهات وليس مساكن ينتقل إليها ساكنو العشوائيات؟!
وقال الدكتور أحمد مطر، رئيس شركة استثمارات عقارية، إن المستثمرين يرفضون إقامة مشروعات علي حقوق الضعفاء، خاصة بعدما حدث في طريق مصر - بني سويف، حيث تم نزع الأراضي من الأهالي ووضعت الميزانية الخاصة لهم، إلا أنهم لم يحصلوا علي أموالهم حتي الآن، وهو الأمر نفسه الذي حدث مع أهالي جزيرة الوراق، التي يرفض أهلها قدوم المستثمرين خوفاً من طردهم من مساكنهم، وهو ما يبشر بفشل المشروع من ناحية اتفاق كل المصريين علي تنفيذه.
وأعرب مطر عن أن كل مستثمر لا يبغي أكثر من الأمان والهدوء كي يستطيع استثمار أمواله دون مخاطرة، وأول أنواع الأمان هو رغبة الأهالي أنفسهم في العمل وتقبلهم التطوير، كي يكونوا عناصر قوة.
ومن جانبه، قال الدكتور مصطفي مدبولي، نائب رئيس هيئة التخطيط العمراني، المسؤول عن مشروع القاهرة ٢٠٥٠، أنه تم تنفيذ بعض الخطوات الأولية للمشروع، منها إنشاء طريق «مصر - بني سويف»، وكذلك طريق «مصر - الإسكندرية الصحراوي»، الذي من المتوقع انتهائه خلال الثمانية شهور المقبلة، موضحاً أن مشروع القاهرة ٢٠٥٠ هو مخطط استراتيجي يضع رؤية مستقبلية للقاهرة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياحية والبيئية، لتصبح القاهرة قاطرة التقدم لمصر وللعالم العربي.
وقال مدبولي: هذا المشروع يركز علي كل ما هو جمالي في القاهرة كمطار إمبابة، بجانب عمليات إخلاء العشوائيات، فضلاً عن شق طريق من شارع أحمد عرابي بالمهندسين يصل إلي المطار ويربط الطريق الدائري، بالإضافة إلي تقسيم محطة قطارات رمسيس الرئيسية إلي محطات فرعية علي أطراف القاهرة، كي يخف الازدحام عن وسط البلد، كذلك تحويل الجزر النيلية إلي أماكن

سجين زهق من حياته فارسل الى زوجته اعترافا بانه مجرم بنى مزار ...اعدمونى


سجين «زهق» من حياته فأرسل إلي زوجته اعترافاً بأنه «مجرم بني مزار.. اعدموني»
كتب سحر المليجي ٢٥/٣/٢٠٠٦
رسالة غريبة أرسلها أحد المعتقلين السياسيين من داخل سجن وادي النطرون إلي زوجته، وحمّلها أمانة نشرها في إحدي الصحف، الرسالة تحمل اعترافاً بخط يده بأنه مرتكب جريمة بني مزار،
إذا كان هذا هو الحل الوحيد لخروجه من المعتقل الذي دخله وهو في عمر ٢٨ عاماً، والآن بعد بلوغه ٤٢ عاماً لايزال حبيساً خلف القضبان. عبدالمنعم محمد السروجي كتب في رسالته أنه مرتكب الجريمة ويتمني أن يحكم عليه بالإعدام، لأن صبره نفد، ويخشي أن يمر به العمر وتنتهي حياته في هذا المكان. أما زوجته فتؤكد أنها عاشت معه أقل من عام، حيث اعتقل عام ١٩٩٣، وهو الآن في سجن وادي النطرون رقم ٢ «سجن التائبين» حيث أعلن التوبة منذ ٦ أعوام وابنتهما الوحيدة سارة لم تره إلا خلف القضبان.
وتؤكد الزوجة أنه رغم صدور أكثر من ٦٠ قراراً بالإفراج عنه، إلا أن ذلك لم يتم، حتي قرار الرئيس مبارك الإفراج عن عدد من المعتقلين لم يشمل زوجها الذي لايزال معتقلاً.

خلال 8سنوات 5898 شكوى من اخطاء الاطباء


٥٨٩٨ شكوي من «أخطاء أطباء» خلال ٨ سنوات
كتب سحر المليجي ١٥/٧/٢٠٠٦
٥٨٩٨ شكوي ضد أطباء خلال ٨ سنوات، إنها الحقيقة التي تؤكدها بيانات نقابة الأطباء، وهو رقم لا يعبر عن حجم المخالفات التي ترتكب من أطباء ضد مرضي، لكنها حجم ما يتم الإبلاغ عنه في النقابة فحسب، هذا بخلاف بلاغات النيابة، فضلاً عن ملايين الأخطاء التي ترتكب ويعجز أصحابها عن الشكوي لأسباب متعددة، البيانات تؤكد أنه خلال عام ٢٠٠٥ استقبلت النقابة ما يقرب من ٨٠٠ شكوي، أما في عام ٢٠٠٤ فقد استقبلت ٩٥٤ شكوي،
فيما كانت عام ٢٠٠٣، ٨٥٠ شكوي، وخلال عام ٢٠٠٢ وصلت إلي ٨٣٨ شكوي، بزيادة ١٤٨ شكوي عن عام ٢٠٠١، فيما شهد عام ٢٠٠٠ شكاوي بلغ عددها ٧٢٧ شكوي، تراجعت عام ١٩٩٩ إلي ٦٢٧ شكوي، واصلت التراجع إلي ٦١٢ عام ٩٨، مما يشير إلي زيادة ما في عدد الشكاوي عاماً بعد عام، الأمر الذي يفسره د. عبدالمنعم البربري رئيس لجنة آداب المهنة بنقابة الأطباء بأنه أمر طبيعي، خاصة أن أغلب هذه الشكاوي تتعلق بالمستشفيات، لذا فهي خارج إطار النقابة، لكن هذا لا يمنع من التحقيق فيها وفي كل ما يرد للنقابة من شكاوي،
فيما أكد د. شوقي الحداد، رئيس الهيئة التأديبية بالنقابة، أن أخطاء الأطباء في مصر هي واحد علي ألف من أخطاء الأطباء في أمريكا، وأن أغلب هذه الأخطاء يكون بسبب الظروف المحيطة بهم، وضعف دخولهم ورواتبهم، وإن كان هذا لا يبرر لهم هذه الأخطاء.

القليوبية :الضغط العالى يحصد ارواح مواطنى مسطرد


القليوبية: «الضغط العالي» يحصد أرواح مواطني مسطرد
كتب القليوبية ــ سحر المليجي ومحمد محمود خليل: ٢٦/٧/٢٠٠٦
تمثل كهرباء الضغط العالي خطرا جسيما علي مواطني مسطرد بمحافظة القليوبية، حيث تحصد أرواح العشرات منهم صعقا بالكهرباء.تقول عنايات أحمد، ربة منزل: نعيش في رعب دائم، في انتظار الموت صعقا بكهرباء الضغط العالي الذي خطف أرواح العشرات من سكان المنطقة. وتضيف: الخطورة أن أسلاك الضغط العالي تمر فوق المنازل، والأعمدة مقامة وسط الكتلة السكنية لتحمل خطر الموت في كل لحظة. وتشير نيفين وجدي «ربة منزل»
إلي أن المسؤولين وعدوا برفع الأعمدة والكابلات الهوائية، لكن هذا لم يحدث حتي الآن. وينفي عبدالكريم ناصر عضو مجلس الشوري عن مسطرد وجود شكاوي من المواطنين بسبب الضغط العالي. ويحذر الدكتور نبيل شداد عميد كلية الطب في بنها من خطورة الضغط العالي علي الصحة العامة والذي يسبب الإصابة بالسرطان، خصوصا في الدم والغدد الليمفاوية.
ويطالب شداد، المهندس حسن يونس وزير الكهرباء والمستشار عدلي حسين محافظ القليوبية بسرعة إزالة محطات وأعمدة الضغط العالي حماية لصحة السكان.

الحكومة سكبت 30% من البنزين و25% من السولار على المواطنين ...واشعلت النار


الحكومة سكبت «٣٠% من البنزين» و«٢٥% من السولار» علي المواطنين.. وأشعلت النار
متابعة علي زلط - سحر المليجي - فاروق الدسوقي ٢٨/٧/٢٠٠٦
كل يوم يحترقون، يستيقظون بعد نوم تنقصه الراحة، يأكلون طعاماً تنقصه الفائدة، يذهبون إلي أعمال لم يختاروها: فلاحة.. صناعة.. تجارة.. بيع.. شراء.. نقل، يعملون ويتعاملون ويتشاجرون ويحلفون بأغلظ الأيمان، ليكسبوا جنيهات تنقصها البركة بالرغم من حرصهم علي أداء صلاة ينقصها - أحياناً- الخشوع، ويعودون إلي ديارهم ليرموا أحمالهم بين زوجات وأولاد تنقصهم الحياة الآدمية.
وفي «الجمعة الحزينة»، وبعد منتصف الليل.. سكبت عليهم الحكومة ٣٠% من البنزين و٢٥% من السولار وأشعلت في الباقي من صبرهم النار فتفحموا وهم علي قيد الوطن.
اختيار الحكومة يوم الإجازة - الجمعة- لتنفيذ قرار رفع أسعار البنزين والسولار ربما يدل علي نية مبيتة ومقصودة لتمريره دون أي اعتراض أو ردود فعل عنيفة خاصة أن يومي السبت والأحد إجازة أيضاً، لكنها بهذا الاختيار تركت ذكري سيئة -غير مقصودة- نتذكرها بها مع يوم الاحتفال بذكري ثورة ٢٣ يوليو.. وتأكيداً علي مرور القرار بهدوء شعبي وسياسي، نفذته بعد انتهاء الدورة البرلمانية.
أحمد عبد المنعم الحداد، مدير محطة بنزين، قضي يوم الجمعة الحزينة في تهدئة الزبائن وإقناعهم بأن المحطة لا تتحكم في الأسعار، وإنما هي قرارات وزارة البترول، ويقول: «استنجدت بالشرطة عدة مرات لتمنع الاحتكاك بين المواطنين وعمال المحطة».
ويربط الحداد بين الزيادة في أسعار الوقود وانتهاء الدورة البرلمانية، ويقول: «لو طبقت الزيادة أثناء الدورة البرلمانية لكان لها رد فعل غاضب في البرلمان، ولزادت حالات الاعتراض علي القرار مما يجعل تنفيذه صعباً».
عربي متولي، سائق ميكروباص، يري أن الحكومة تكرر أساليبها لتأخذ ما تريده من المواطن حتي لو كان بـ«لي الذراع»، ويقول: «مشكلة الأجرة ستزداد مع انتهاء إجازة ثورة يوليو، والناس هتاكل بعضها لأن الحكومة رفضت تحديد أجرة موحدة خاصة بسيارات «الأجرة».
سائقو النقل في سوق العبور للخضر والفاكهة، «ركنوا» سياراتهم في طابور، وجلسوا بجوار إطاراتها يشربون الشاي والشيشة لأن عملهم توقف تماماً.
عزت محمد، سائق من قليوب يقول: «نقلة الفاكهة من مزارع النوبارية ووادي النطرون زادت تكلفتها من ١٨٠ إلي ٢٠٠ جنيه، والتجار والفلاحون يمتنعون عن دفع الزيادة، وكل ذلك بسبب زيادة سعر السولار الذي زاد في المشوار الواحد من ٤٠ جنيهاً إلي ٥٢ جنيهاً.. فمن سيتحمل الزيادة؟».
سائق النقل سيتحمل خسارة يومية تزيد علي ٩٠ جنيهاً إذا توقف عن العمل.
يقول عيد أحمد: «نحن ندفع ٧٠ جنيهاً يومياً أقساطاً أو إيجار سيارات، إضافة إلي مصروفات بيوتنا التي لا تنتهي».
تجار الفاكهة سوف يقبلون بالأمر في النهاية، وتحمل الزيادة في نقل طن الفاكهة الواحد والذي سيصل إلي ١٠ جنيهات.
ويقول خالد حسن، تاجر: «تجار الفاكهة سوف يتضامنون مع تجار التجزئة لتعويض الزيادة، لكن علي حساب المستهلك، وأتوقع زيادة في أسعار الفاكهة بنسبة ٥٠% ليصبح كيلو التفاح بـ١٢ جنيهاً بدلاً من ٨ جنيهات، بينما سيصل سعر المانجو إلي ١٢ جنيهاً».
ولا يختلف حال سائقي النقل الثقيل كثيراً، فقد تسببت الزيادة في سعر السولار إلي زيادة نقل شحنة المواد الغذائية إلي حلايب وشلاتين من ٢٥٠٠ جنيه إلي ٣٠٠٠ جنيه، ولكن الزبائن لا تقبل بذلك فتوقف العمل.
باسم أحمد، مساعد سائق نقل ثقيل في الدراسة يقول: «الحكومة لم تمهلنا بعد أن رفعت رسم عبور البوابات الإلكترونية علي الطرق السريعة وبين المحافظات، لتفاجئنا بزيادة السولار».
أما شركات نقل الطرود والبضائع إلي الوجه القبلي في باب الشعرية وشارع بورسعيد فقد رفعت سعر نقل الطن من ٥٠ جنيهاً إلي ٥٥ جنيهاً علي الأقل.
تاكسي العاصمة، آخر عنقود المشروعات الحكومية مهدد بالخسارة بسبب الزيادة في سعر البنزين.
يقول شريف متولي، سائق: «التاكسي يستهلك صفيحتين بنزين يومياً، وعدادات التاكسي مبرمجة، وإذا لم يتم تعديلها فسوف تخسر الشركات مبالغ كبيرة، لذلك حولت إحدي الشركات سياراتها إلي الغاز الطبيعي وإذا نجحت التجربة سيتم تعميمها».
ولن تطال الخسارة الشركات فقط، بل السائقين أيضاً.
يقول محمد عاشور، سائق: «مرتبي ١٨٠ جنيهاً شهرياً، والشركة تعطيني العمولة بعد خصم تكلفة البنزين التي تصل إلي ٣٦٠ جنيهاً شهرياً، بالإضافة إلي الخصومات التي توقعها الشركة».
«الفلاح في مصر منسي ومنفي ولا أحد يعلم عنه شيئاً»، قالها محمد عبد الله، مزارع من طوخ، لأن كل شيء يزيد سعره إلا المحاصيل الزراعية، وأضاف: «سعر ساعة الري زادت من ٥ جنيهات إلي ٨ جنيهات للفدان، وإذا عرفنا أن الحكومة تؤجر الفدان للمزارع بـ١٢٠٠ جنيه، والفدان يحتاج إلي ١٠٠ ساعة ري، وبذلك تصل تكلفة الري بعد الزيادة إلي ٨٠٠ جنيه بالإضافة إلي تكلفة المحصول -كالعنب- إلي ١٠٠٠ جنيه، تصبح التكلفة الإجمالية للفدان ٣٠٠٠ جنيه في السنة بينما نبيع محصول العنب بـ٤٠٠٠ جنيه، أي أن الفلاح يكسب ١٠٠٠ جنيه فقط في السنة».
ويقول زكريا عبد الله، مزارع: «الفلاح المصري تعبان، وزيادة أسعار السولار ستخرب بيوتنا، لأن جميع الآلات الزراعية تستخدمه كوقود، وزادت تكلفة تأجير الجرار الزراعي من ٦٠ جنيهاً إلي ٨٠ جنيهاً.. الزراعة لم يعد لها لازمة ولا تكفي لإعاشة أسرة».
أي زيادة في أي سلعة أو خدمة تؤثر بشكل مباشر علي الموظف، وتحول ميزانية بيته الشهرية إلي متاهة بلا أبواب للخروج، يقول شعبان أمين، موظف: «قد نستغني عن بعض السلع ونقلل استخدام أنواع أخري، لكن مع زيادة أسعار الوقود، سيزيد سعر كل شيء، مما يجبر المواطنين علي اللجوء إلي أي وسيلة ليعيشوا ويحصلوا علي لقمة العيش، وأكبر مشكلة ستواجهنا زيادة أجرة المواصلات التي لا يمكن الاستغناء عنها، ولا أعلم كيف سأكمل .

تذاكر البواخر زادت 25% وتوقعات بزيادتها 100% فى رمضان


تذاكر البواخر زادت ٢٥%.. وتوقعات بزيادتها ١٠٠% في رمضان
متابعة خير راغب - علي زلط - سحر المليجي ٢٨/٧/٢٠٠٦
العمرة هي البديل الأرخص للحج لمن لا يستطيع إليه سبيلا.والسفر بالعبارات إلي الأراضي المقدسة هو البديل الأوفر لتذاكر الطيران باهظة التكلفة.
وبعد كارثة العبارة «السلام ٩٨»، وغرق أكثر من ألف شخص، انخفض عدد العبارات إلي ٩ بدلاً من ١٨ العام الماضي، وتم تحديد الحد الأقصي للركاب في العبارة الواحدة بـ١٢٠٠ راكب منعاً لحدوث كوارث أخري، لكن هذه الإجراءات رفعت سعر تذكرة العبارة إلي الضعف، فتحولت العمرة إلي حلم صعب تحقيقه عند ملايين البسطاء.
وتكتمل الأزمة بتحديد عدد التأشيرات الممنوحة لكل شركة بـ٧٠٠ تأشيرة فقط بعد أن وصلت إلي ٣ آلاف تأشيرة العام الماضي.خبراء وعاملون في قطاع السياحة الدينية حذروا من تفاقم أزمة المعتمرين إذا لم يتم زيادة عدد العبارات علي الخط الملاحي السويس - جدة، وفتح خطوط ملاحية جديدة. وإذا كانت الأزمة بدأت مع مطلع شهر رجب، فسوف تصل إلي كارثة خلال شهري شعبان ورمضان لازدياد الطلب علي أداء العمرة.
وأدت كارثة «السلام ٩٨» إلي فرض قواعد صارمة علي الشركات العاملة في مجال النقل البحري، وتشديد رقابة هيئة السلامة البحرية علي عباراتها مع توقف عبارات شركة السلام عن العمل لينحصر النقل في عبارات وادي النيل، ودهب، وشهرزاد، والأميرة، وفيلا، وثلاث عبارات تحمل اسم كليوباترا، والباخرة السعودية مودة.
وبالرغم من تحديد عدد التأشيرات الممنوح لكل شركة، فإن الشركات تسعي للاحتفاظ بالجزء الأكبر من هذه التأشيرات لعمرة رمضان التي تشهد إقبالاً أكبر.
عيد نافع، مسؤول السياحة الدينية في إحدي الشركات، يشرح كيف ضاع حلم الغلابة بأداء العمرة بعد أن أصبح الحج شبه مستحيل، وفوق طاقة معظم المصريين المادية، يقول: «كانت قيمة التذكرة في شهر مايو الماضي ٧٠٠ جنيه، زادت إلي ٨٥٠ جنيهاً في شهر يونيو، ووصلت الآن إلي ١٠٥٠ جنيهاً، وربما تصل إلي ٢٠٠٠ جنيه في شهر رمضان، كما وضعت الشركات التي أصبحت محتكرة السفر. شرطاً ظالماً يمنع استرجاع ثمن التذكرة أو تغيير موعد الرحلة».
تسبب تحديد عدد التأشيرات في مشكلة أخري تتمثل في تحقيق خسائر للشركات التي انخفض عددها إلي ٥٥٠ شركة بعد أن كانت ٨٠٠ شركة، ويقول محمد عبد الفتاح، مسؤول حجز البواخر في شركة سياحة دينية: «الشركات أصبحت تفاضل بين المعتمرين لقلة عدد التأشيرات، والفائز بالتذكرة هو من يقدر علي دفع أكبر ثمن، كما تسبب تحديد التأشيرات في إلغاء تعاقدات الشركات مع الجهات الحكومية والنقابات».
وتبرر وزارة السياحة الزيادة في الأسعار، وتصفها بأنها منطقية، بسبب تطبيق اشتراطات السلامة بصرامة، ويقول عبد العزيز حسن، رئيس قطاع السياحة الدينية في الوزارة: «اشتراطات السلامة البحرية الجديدة شملت إلغاء درجة السطح، وتحديد الطاقة القصوي لكل باخرة بـ١٢٠٠ راكب لمنع تكرار كارثة السلام».
ويدافع حسن عن قرار تحديد حصة كل شركة من التأشيرات، قائلاً: «الغرض من ذلك هو القضاء علي سماسرة السوق الذين يخدعون المعتمرين بتوفير وسائل نقل غير آمنة وينصبون عليهم بتقديم تأشيرات وتذاكر سفر بطريقة عشوائية كانت تتسبب في تكدس المعتمرين في الموانيء انتظاراً لتوفير وسيلة نقل لهم».
بعض الشركات تري أن القرار خطوة في غير محلها، بينما تري أن رفع سعر التذكرة إجراء طبيعي ترتب علي تخفيض عدد الركاب من ٢٥٠٠ إلي ١٢٠٠ راكبا.
ويقول محمد السيد، صاحب إحدي الشركات: «نظام تخصيص التأشيرات سينتج سوقاً لبيع بعض الشركات حصصها إلي شركات أخري قادرة علي تنفيذ برامج العمرة، ولن يقضي علي السماسرة الذين سيستمرون في العمل ولكن بطريقة أخري. والسؤال المهم، لماذا تأخرت وزارة النقل في توفير عدد من العبارات لسد احتياجات السوق المصري؟».
احتياجات السوق يقدرها مسؤول في إحدي الشركات بـ٣٠ عبارة علي الأقل لتأمين حركة المسافرين والمعتمرين، ويقول: «الوزارة لم تتعاقد مع بواخر أخري للعمل بالرغم من وجود عروض مقدمة من شركات نقل إيطالية وتركية وسعودية.
ولأول مرة يحجم عدد كبير من المصريين عن أداء العمرة، لأن تقليل عدد العبارات صاحبه زيادة أسعار تذاكر الطيران أيضاً لتصل تكلفة رحلة العمرة الواحدة إلي ١٠ آلاف جنيه بالطائرة و٥ آلاف جنيه بالباخرة مع بداية شهر رمضان، فأين الموظف الذي يستطيع تحمل هذه التكلفة؟
وبينما أجمعت الشركات علي وجود أزمة إلا أن عادل فريد نائب رئيس غرفة السياحة الدينية يؤكد أن قرار تحديد الحصص يضمن توزيعاً عادلاً للتأشيرات، ويحقق الملاءمة بين الطاقة الفعلية لوسائل النقل وعدد المعتمرين، كما يقضي علي الشركات السياحية الوهمية التي كانت تأخذ المعتمرين إلي الموانئ ثم تتركهم يواجهون مصيراً مجهولاً في السعودية،
ويقول: الموسم الحالي سيقتصر علي الشركات التي لها وكيل في السعودية لضمان سهولة وتيسير رحلة العمرة في الأراضي المقدسة، كما سيساهم طريق العقبة البري الذي تستخدم فيه البواخر بشكل جزئي بين ميناءي نويبع والعقبة في حل مشكلة ميناءي السويس وسفاجا لأنه يستوعب ٥ آلاف مسافر يوميا، ويمكن الاعتماد عليه في سفر ١٥٠ ألف معتمر وبأسعار اقتصادية.
ويستبعد مستشار وزيرالنقل ورئيس لجنة العمرة حدوث ضغط علي الموانئ خلال شهر رمضان، ويقول: «طاقة النقل البحري تستوعب ١٥٠ ألف معتمر، بينما يسافر ٧٠ ألفاً باستخدام الطائرات.
وبغض النظرعن اعتراف المسؤولين وأصحاب الشركات بوجود أزمة أو إنكارهم لها، فإن الواقع يقول أن عدد المعتمرين انخفض بنسبة ٥٠% عن العام الماضي ووصل إلي ٦٥٠ ألف معتمر.

زملاء سائق قطار المنصورة ينفون تعاطيه المخدرات


زملاء سائق قطار المنصورة ينفون تعاطيه المخدرات
كتب سحر المليجي ٢٥/٨/٢٠٠٦
اصطدم القطاران في قليوب، وتوفي عبدالعاطي فتحي السيد مساعد السائق «٢٧ عاماً»، بينما يرقد عبدالفتاح عبدالعاطي «٣٩ عاماً» سائق القطار ٨٠٨ في غيبوبة بمستشفي النيل، وكلاهما متهم بالتسبب في وقوع الحادث. «المصري اليوم» ذهبت إلي طنطا، حيث تعيش أسرة السائق ومساعده، لتتعرف علي المشكلات التي كانا يعانيان منها، والتأكد من سلوكهما بسؤال زملائهما السائقين بعد ظهور شكوك بأن عبدالفتاح كان يتعاطي المخدرات أو الكحوليات. حجرة مظلمة لا تزيد مساحتها علي ٣٠ متراً تقع في آخر رصيف محطة قطار طنطا بها ٥ مكاتب وعدة كراسي وشباك واحد، بعض السائقين يجلسون علي الشباك، وآخرون فوق السور الحديدي المواجه للحجرة، سألناهم عن السائق ومساعده.إبراهيم محمد ــ سائق قطار سابق وملاحظ قطارات قال: إن عبدالفتاح وعبدالعاطي كانا من أفضل السائقين خلقاً وعملاً وتاريخهما المهني يؤكد مهارتهما في القيادة. وتقاريرهما السنوية دائماً ممتازة، كما أن صحتهما في أحسن حال ولم يتعاطيا المخدرات أو الكحوليات من قبل بشهادة الكشف السنوي علي السائقين، وهو كشف أجرياه منذ فترة قريبة، ويتم بتحليل الدم والبول وقياس ضغط الدم.
عمر مجاهد رئيس نقابة السكك الحديدية في طنطا وجار عبدالفتاح في السكن، يقول: عبدالفتاح الابن الأصغر في عائلة مكونة من ٥ بنين و٣ بنات وحصل علي دبلوم صناعي تخصص لاسلكي عام ١٩٦٨. وتقدم إلي هيئة السكك الحديدية للعمل سائقاً بالشهادة الإعدادية.وأثبت جدارته في العمل وترقي من مساعد سائق إلي سائق بعد ١٠ سنوات. وتقديراته السنوية منذ عام ٩٢ لم تقل عن امتياز وهو متزوج من سيدتين أنجب منهما ٤ أولاد.
عبدالفتاح يرقد الآن في غرفة العناية المركزة في مستشفي النيل تحت حراسة مشددة بالرغم من أنه غائب عن الوعي ولا يشعر بما حوله.أما عبدالعاطي مساعد السائق فقد تزوج منذ أقل من عام وينتظر مولوده الأول، يقول عبدالرحيم شعبان سائق: «عبدالعاطي كان الأول علي المعهد وتمت مكافأته من رئيس الهيئة وهو أفضل مساعدي القطارات وأصغرهم سناً. وكان ينتظر ترقية لينتقل من درجة مساعد إلي درجة سائق إلا أن القدر لم يمهله ليري الترقية أو حتي ليري مولوده القادم».

تاكسى العاصمة بلا رخصة


تاكسي العاصمة بلا «رخصة»!
تحقيق ـ سحر المليجي ومني نادر ٢٧/٨/٢٠٠٦
وقف السائق حائرا بين غضب السائح الأجنبي بعد نزوله من تاكسي العاصمة وإلقاء حقائبه علي الرصيف، وبين الضابط الذي سحب رخصة القيادة وتحفظ علي السيارة لانتهاء تصريح العمل بها.
لم يصدق السائق نفسه بعد تكرار سحب رخصته مرتين منذ أن بدأ العمل بمشروع تاكسي العاصمة منذ خمسة أشهر فقط.
جلس السائق في حديقة التحرير المجاورة لموقف تاكسي العاصمة بالميدان ليحكي لزملائه ما حدث معه، فاكتشف أنه واحد من ثلاثة تعرضوا لمشكلات في اليوم نفسه، سحبت منه سيارته ورخصته المهنية، والثاني تعرض للضرب من سائقي التاكسي العادي عندما حاول الوقوف في موقف تاكسي العاصمة في باب الحديد، والثالث سحب رجل المرور في المطار رخصته، لأنه وقف لزبون أشار إليه.
الحوادث الثلاثة لم تكن صدفة، وإنما هي مشكلات يتعرض لها كثير من السائقين في مشروع تاكسي العاصمة لأسباب متعددة أهمها أنهم غير معترف بهم كسائقين.
يقول خالد علي حاصل علي معهد فني تجاري: إن المشروع يواجه مشكلات يومية كثيرة منذ بدايته يتحملها السائق وحده، فنحن نعمل بلا رخصة دائمة للسيارات ونسير بتصاريح شهرية دائماً ما تنتهي فنضطر للعمل بتصاريح منتهية، مما يعرضنا لمضايقات رجال المرور أو نضطر لتوقف عن العمل لحين تجديد التصريح، فنخسر مادياً، لأن الراتب الأصلي ١٨٠ جنيها فقط، بينما نعتمد علي العمولة.
ويقول السائق سعيد محمود: إن الشركة تجبره علي العمل بسيارته المنتهية التصريح، ويتعرض لسحب رخصته الشخصية، والتي تحتاج مئات الجنيهات لإعادتها، ويفقد العمل مع سحبها والكارثة أنه عند سحب السيارة يوقع علي إقرار بأنه مسؤول عن كل ما يحدث فيها أثناء ورديته.
ويشرح عيد عباس مشكلة أخري تتمثل في مواقف سيارات المشروع، ويقول إن موقف باب الحديد غير مسموح لنا بالوقوف فيه ولو وقف أحدنا لتعرض للضرب والإهانة والتعدي علي السيارة من قبل سائقي الميكروباص والملاكي والتاكسي العادي، كما أن الوقوف في حرم السكة الحديد ممنوع، بالرغم من وجود لافتة تشير إلي وجود موقف خاص بنا، والأمر نفسه في المطار وأمام الفنادق وفي الشوارع المهمة.
بدأ الإعداد لمشروع تاكسي العاصمة منذ أكثر من عامين، لكنه يتعرض لكثير من المشكلات. خالد مصطفي رئيس مجلس إدارة واحدة من الشركات الثلاث المشتركة في المشروع يقول: «تحتاج مشروعات تاكسي العاصمة لعنصرين لنجاحها هما: خاصية التتبع، والتسهيلات الحكومية، وكلاهما غير متوفر، لأن أجهزة التتبع التي تتيح التعرف علي مكان التاكسي وتوجيهه لأقرب عميل له ترفضها الأجهزة الأمنية، أما التسهيلات الحكومية فهي أمر معقد، لأن تاكسي العاصمة مشروع قومي من الدرجة الأولي الغرض منه تحسين صورة مصر أمام السائحين، كما ينص العقد مع المحافظة، وقد قدم البنك الأهلي وبنك مصر العدادات هدية مقابل الحصول علي دعاية لهما في تلك التاكسيات، إلا أن المرور يصر علي وجود ورق الترخيص الجمركي لإثبات ملكية العدادات للشركات، ولأن العدادات هدية حكومية ترد بعد خمس سنوات فقد رفض المسؤولون ذلك، ومن هنا بدأت رحلة البحث عن حل بين الجهات الحكومية لتستقر في النهاية إلي إصدار تصريح عمل شهري لكل سيارة، وطالبنا المحافظة وإدارة المرور بإصدار قانون اسثنائي لتاكسي العاصمة، وكان مدير إدارة المرور السابق متفهماً ويحاول المساعدة، إلا أن انتقاله سيجعلنا نبدأ من الصفر.
اقتراب المرحلة الثانية من مشروع تاكسي العاصمة بدون حل مشكلات المرحلة الأولي يجعل الشركات خائفة من طرح الـ ١٥٠ سيارة القادمة، ويقول فؤاد: تنفيذ المرحلة الثانية يكلف الشركات مرتبات للسائقين الذين سيتوقفون عن العمل عند انتهاء تصاريح السيارات أو سحب رخصهم أثناء العمل لأنها منتهية، ورجال المرور يصرون علي سحبها، بالرغم من وجود فترة سماح، مما يتسبب في تعطيل العمل وخسارة مادية للشركات.
ريم فوزي العضو المنتدب لشركة من شركات المشروع تقول: خسرت في ٥ شهور أكثر من ٥٠ ألف جنيه بسبب الإخلال ببنود العقد المتفق عليه مع المحافظة وعدم تنفيذ وعود كان متفقاً عليها عند بداية المشروع ومنها عدم زيادة سعر البنزين، لكننا فوجئنا بزيادة ٣٠% للتر، مما أثر علي الأرباح، بينما قامت المحافظة برفع سعر تعريفة الركوب ١٠% فقط.
لم تكن الرخصة أو ارتفاع سعر البنزين المشكلتين الوحيدتين، فقد حدد العقد بين الشركات والمحافظة حق وقوف السيارات في حرم السكة الحديد والمطار وأمام الفنادق والشوارع المهمة، وبالفعل تم تعليق لافتات لا تتعدي مساحتها ١٥ * ٩ سنتيمتراً مربعاً في بعض الأماكن الحيوية.
تقول ريم: «اللافتات تعطينا الحق في استغلال المكان، لكن المسؤولين في السكة الحديد يطردون السائقين ويحررون ضدهم مخالفات ومحاضر لعدم أحقيتهم في استغلال أرض السكة الحديد إلا بعقد إيجار من الهيئة التي اعتبرت اللافتات إعلاناً علي المشروع كمساهمة منها في المشروع القومي، الأمر نفسه حدث في المطار الذي وصل تشدد إدارته لدرجة إجبار السائق علي الخروج من المطار بدون زبون وإذا توقف لأحد الزبائن، يحرر القائمون علي المرور مخالفات، وأحياناً يسحبون التراخيص والسيارات.
أما المواقف الأخري التي حددتها المحافظة فهي مناسبة بسبب ابتعادها عن مناطق العمل الحيوية أو تستعملها الميكروباصات والتاكسي العادي والسيارات الملاكي، مما يعرض السائقين للاعتداءات اليومية.
تبدأ المرحلة الثانية الشهر القادم وتواجه الشركات مشكلة توفير السائقين المناسبين للعمل، وتوافر شروط مثل التعليم فوق المتوسط وإتقان لغة أجنبية وحسن المظهر أمر صعب في أصحاب الرخص المهنية الذين يبحثون عن فرص عمل أفضل، وتساهم المشكلات التي تواجه المشروع في ازدياد صعوبة تعيين سائقين جدد.
ولأن المحافظة هي المسؤولة عن حل التراخيص والعدادات توجهنا إلي المحافظة ففوجئنا بالمسؤولين يرسلوننا إلي بعضهم لنصل في النهاية إلي مدير مكتب أحدهم، ولم يسفر الحديث معه عن شيء.

تاخر توزيع ارقام المرشحين فى المصرية للمقاولات


تأخر توزيع أرقام المرشحين في «المصرية للمقاولات»
كتب سحر المليجي ١٤/١١/٢٠٠٦
اتسمت الانتخابات العمالية في الشركة المصرية للمقاولات «مختار إبراهيم سابقا» أمس بالهدوء والتنظيم الجيد، ويبلغ عدد العاملين ممن لهم حق الانتخاب بها ٥٥٠٠ عامل أدلوا بأصواتهم في ٢٤ لجنة موزعة علي فروع الشركة في محافظات الجمهورية، كان من بينها ثلاث لجان في المقر الرئيسي للشركة في المهندسين، وتنافس عشرة مرشحين في انتخابات مجلس الإدارة علي مقعدين بينما وصل عدد مرشحي اللجنة النقابية إلي ٧٠ مرشحا يتنافسون علي ١٣ مقعدا.
ركز المرشحون في حملاتهم الانتخابية علي الحفاظ علي حقوق العمال المكتسبة وتثبيت العمالة المؤقتة والعاملين بنظام الأجر اليومي، وتحسين نظام العلاج، وضم أسر العاملين إلي قائمة التأمين العلاجي، وأبدي المرشحون استياءهم من تحديد مدة الدعاية الانتخابية بأسبوع واحد فقط مما أثر علي حملاتهم الدعائية.
وكانت الشركة قد أصدرت تعليماتها المنظمة للعملية الانتخابية ومنها عدم حظر الدعاية في يوم الانتخابات.
وقال اللواء محمد فؤاد مدير العلاقات العامة في الشركة إن الانتخابات النقابية وانتخابات مجلس الإدارة تم الإعداد لها منذ شهر تقريبا، وتم تحديد أماكن اللجان والأفراد القائمين بعملية الفرز والاشراف علي الانتخابات بالتنسيق مع وزارة القوي العاملة، وأن التأخير في توزيع أرقام المرشحين يعود إلي وزارة القوي العاملة التي لم توزع الأرقام إلا قبل يومين من إنطلاق الانتخابات.


«نادية».. أنهت سجنها وتابت عن البانجو لكن ضابطاً يلاحقها لتعمل مرشدة"
16/11/2006
كتبت - سحر المليجي
«أريد حمايتي من رجال مكافحة المخدرات، بعد أن أمهلوني ١٥ يوماً لبدء العمل معهم».. بهذه الجملة بدأت «نادية جاد الرب» مأساتها التي تعود إلي عشرين عاماً مضت، عندما تزوجت صاحب محل بالوكالة، كانت حالته المادية متيسرة، وسرعان ما ساءت فاضطرت إلي العمل كمرشدة في فندق شهير، وهناك أدمنت البانجو، ومنذ حوالي ثلاث سنوات وعشرة أشهر تم القبض عليها بتهمة التعاطي، وحوكمت بالسجن ثلاث سنوات، وبمجرد دخولها السجن طلقها زوجها، وبعد انتهاء مدة السجن خرجت بعد أن تخلصت من الإدمان، وتوجهت إلي منزل والدها لتعيش فيه، ومن وقتها ورجال مكافحة المخدرات لا يتركونها ويتم استدعاؤها بصفة دائمة لقسم الشرطة والاعتداء عليها بالضرب والألفاظ النابية، وهددها ضابط بأن أمامها ١٥ يوماً للعمل كمرشدة، ورغم محاولاتها لإقناعه بأنها تابت وامتنعت عن التعاطي، فإنه أكد لها أنه ليس بحاجة إلي توبتها وإنما إلي عودتها كما كانت، وإرشاده عمن كان يبيع لها المخدرات.
نصيحة: إذا شاهدت «أم محمد» وابنها الملفوف بالشاش يتسولان فينفق شبرا فلا تنخدع.. فهما يأكلان لحوماً كل يوم

احتجاز 6 بحارة مصريين فى ميناء طرطوس منذ سبتمبر


احتجاز ٦ بحارة مصريين في ميناء طرطوس منذ ١٢ سبتمبر
كتب سحر المليجي ٢٠/١١/٢٠٠٦
جوع وعطش وحياة في الظلام، تلك هي معالم مأساة حقيقية يعيشها ٦ مصريين علي الأراضي السورية.. المأساة بدأت يوم ١٢ سبتمبر الماضي وهو اليوم الذي رست فيه سفينة «إيكو» المملوكة لشركة يارا للنقل البحري في ميناء طرطوس السوري ويمتلك الشركة ياسر الفقي رجل أعمال مصري وسعيد محمد سعيد صالح رجل أعمال أردني، أما الطاقم المصري الذي كان علي متن السفينة فهم محمد أحمد يزيد رئيس البحارة ووليد صلاح الدين وعصام عرفة ومصطفي مرعي خميس وحسن خالد عبدالعال وناشد صدقي، وتحمل السفينة «١٣٠٠» طن أسمنت، توجهت بهم من دمياط إلي اللاذقية يوم ٣١ يوليو الماضي، وبعد تفريغها حدث عطل في الماكينة، مما اضطر طاقم البحارة للتوجه إلي ميناء طرطوس لإصلاحها ووصلوا إليه يوم ١٢ سبتمبر، وتم سحب جوازات السفر من المصريين الستة ولم يتم هذا الإجراء مع القبطان وكبير الضباط لأنهما سوريان، وفي ميناء طرطوس اكتشف الطاقم المصري وجود حكم قضائي لصالح رجل أعمال سوري ضد مالكي الشركة المصري والأردني لعدم تسديدهما ثمن معدات أمان وسلام بحري قاما بشرائها منه، ونتيجة لذلك تم عرض السفينة للبيع ومن يومها والطاقم لا يستطيع مغادرة السفينة لعدم حصول أفراده علي تصاريح أمنية تتيح لهم فرصة التجول، وكل ما توفره السلطات السورية هو الاتصال بقبطان السفينة الذي توجه لمنزله في سوريا لإحضار طعام ومياه للمصريين بعد معاناتهم من الجوع والعطش.
ويقول محمد أحمد يزيد رئيس البحارة في اتصال هاتفي مع «المصري اليوم»: إنه يعيش وزملاؤه مأساة حقيقية منذ الحجز علي السفينة ومن ثم الحجز عليهم وأضاف: أخذ المسؤولون في الميناء جوازات السفر الخاصة بنا ولا نستطيع الخروج لعدم وجود ترخيص يسمح لنا بذلك، ويؤكد أنهم لا يملكون ثمن رغيف الخبز لعدم حصولهم علي رواتبهم منذ ٣ شهور، وبالتالي لن يستطيعوا العودة في حالة حصولهم علي جوازات السفر، ويقول: «تهرب القبطان من عمل شكوي نظامية للمحكمة لصالحنا لأنه الوحيد القادر علي تحريرها لنحصل بموجبها علي حقوقنا المادية والمعنوية نتيجة الضرر الذي نعيشه منذ أكثر من شهرين».
ويتهم يزيد أصحاب الشركة بالتضحية بهم وبسفينتهم قائلاً: «لا نعرف بعد أن ضحوا بنا كيف نتصرف؟».

ندوة عن الطفل المعاق فى يومه العالمى لم يحضرها احد


ندوة عن الطفل المعاق في «يومه العالمي».. لم يحضرها أحد!
كتب سحر المليجي وريهام العراقي ٢/١٢/٢٠٠٦
٣ جمعيات أهلية مهتمة بشؤون المعاقين، عقدت ندوة أمس الأول بنقابة الصحفيين في إطار الاستعدادات لليوم العالمي للطفل المعاق، والمقرر فيه تنظيم مهرجان لأبطال معاقين تمت رعايتهم بمشاركة ١٥ جمعية أخري، ولم يحضر الندوة سوي ٢٠ ضيفاً من المدعوين رغم الدعاية التي قامت بها تلك الجمعيات والعدد الكبير من الدعاوي التي تم توزيعها علي الإعلاميين والمهتمين بالطفل المعاق.
ولم يزد الحضور علي عدد محدود من العاملين بالجمعيات الثلاث، وبعض الأطفال المعاقين الذين جاءوا ليعلنوا للحضور كيف استطاعوا أن يجعلوا من إعاقتهم طاقة بعد تحديهم المرض الذي ولدوا به.
وتأخرت الندوة أكثر من نصف ساعة عن موعدها وسط آمال من منظميها لقدوم أي ضيف جديد، ولكن بلا جدوي، وهو ما جعل القائمين علي الندوة يبدأون فعالياتها بعد فقدانهم الأمل في حضور أحد.

المعاقون يحتفلون بيومهم العالمى على انغام بوس الواوا


المعاقون يحتفلون بيومهم العالمي علي أنغام «بوس الواوا».. والحكومة غابت
كتب سحر المليجي ٤/١٢/٢٠٠٦
علي أنغام أغنية «بوس الواوا» للمطربة اللبنانية هيفاء وهبي، احتفلت أمس الأول ١٨ جمعية خيرية أهلية باليوم العالمي للطفل المعاق في الصالة المغطاة لنادي الشمس، حضره أكثر من ٢٥٠ من متحدي الإعاقة، تتراوح أعمارهم بين عامين وأربعين عاما، شاركوا في الحفل بفقرات غنائية ومقطوعات موسيقية، بالإضافة إلي عرض بعض منتجاتهم التي أعدوها خصيصا لهذا الحفل.
وأكد سيد خضري المسؤول الإعلامي أن الجانب الحكومي غاب تماما عن الحفل، رغم الدعوات التي وجهت إلي المجلس القومي للطفولة والأمومة ووزارة التضامن الاجتماعي، ولم يحضر أي مندوب عنهما.
وقال د. أيمن طنطاوي، رئيس جمعية «كيان» المشرفة علي المهرجان: إن الفكرة بدأت منذ سبتمبر الماضي بالتنسيق مع بقية الجمعيات التي رحبت بالفكرة، واستعدت لها بإعداد أعضائها من الأطفال والشباب المعاقين للمشاركة في الحفل، وتدريبهم علي بعض العروض والفقرات الفنية، وكذلك تجهيز بعض المنتجات التي يصنعها المعاقون.

الذراع اليمنى للتوربينى لم يسال عنه احد منذ مولده

المصري اليوم» مع أسرة الذراع اليمني لـ «التوربيني».. «السويسي» لم يسأل عنه أحد منذ مولده
تحقيق سحر المليجي وريهام العراقي ١٠/١٢/٢٠٠٦
في مدينة الصف بمحافظة الجيزة، كنا علي موعد مع مفاجأة مدهشة، فالمتهم الثاني أو الذراع اليمني لزعيم عصابة التوربيني التي تغتصب وتقتل أطفال الشوارع، سجلته محاضر الشرطة وتحقيقات النيابة باسم آخر غير اسمه الحقيقي، ونسبته إلي أب ليس أباه الذي أنجبه،
وكان السبب في هذا الخلط هو المتهم الشهير باسم «محمد السويسي» نفسه، الذي عاني بعد عام واحد من ولادته عام ١٩٨٧، من ظروف شديدة القسوة، وصفتها عمته التي ربته وهي تبكي بقولها: «من يوم ما اتولد محمد ما حدش سأل عنه غير اللي خلقه».
في محاضر الشرطة وتحقيقات النيابة ظهر محمد السويسي، نائب زعيم العصابة باسم «محمد عبدالعزيز سلامة بدران»، ولكن «المصري اليوم» اكتشفت وهي بين أهله أن اسمه الحقيقي هو «محمد شعبان رجب علي»، وهو الابن الوحيد لأبوين انفصلا بعد عام واحد من إنجابه، وبعد الانفصال مباشرة سافر الأب إلي العراق، وتزوجت الأم من رجل آخر، اشترط عليها أن تأتيه خالية من أي مسؤوليات، فتركت ابنها لجدته من أبيه، التي كانت آنذاك سيدة مريضة تبلغ من العمر سبعين عاماً.
في منزل عمه «محمد السويسي»، جاء الأب شعبان رجب علي «٥٦ سنة» العامل في الإدارة التعليمية بمدينة الصف، منكسراً، والحسرة بادية علي كل ملامحه، وبصعوبة شديدة توقف عن البكاء وراح يؤكد أنه فعلاً مسؤول مسؤولية كاملة عما وصل إليه ابنه،
وقال: أنا أخطأت في حق ابني محمد.. أنا وأمه نتحمل المسؤولية عما حدث، ولكنني رجل فقير لا أملك شيئاً أعول منه نفسي أو أولادي من زوجتي الثانية، أعمل ليلاً ونهاراً لأوفر لأسرتي لقمة العيش، وكنت أظن أن إهمالي لمحمد هو الضريبة التي أدفعها لكي أتمكن من الحفاظ علي الأولاد الآخرين من زوجتي الثانية. وأضاف شعبان أنه لا يعرف كيف يتصرف الآن، فهو لا يملك ثمن المواصلات التي تنقله إلي مدينة طنطا ليطمئن علي ابنه هناك، ولا يدري من أين سيدبر مصاريف المحامي للدفاع عنه.
وعن الظروف التي أدت بالابن إلي هذا المصير، قال الأب: أنا تزوجت ابنة خالتي «أمينة الرياضي» بعد طلاقها من ابن عمها الذي أنجبت منه طفلة تركتها له، وتزوجتني، ومنذ أول أسبوع بدأت المشاكل بيني وبينها، واستمرت حتي أنجبنا محمد، وبعد عام من إنجابه تركته لي وغادرت البيت،
وعادت للزواج من ابن عمها مرة أخري، وتزوجت أنا من سيدة أخري أنجبت منها ثلاثة أولاد، والحقيقة أن زوجتي الحالية عاملت ابني محمد بقسوة شديدة وكانت سبباً في هروبه الدائم من البيت، وإقامته الدائمة عند جدته أو عمته رضا، ثم عند عمته عايدة زوجة عبدالعزيز سلامة بدران، وفي هذا البيت الأخير ارتاح محمد أكثر، ولهذا ينسب نفسه دائماً إلي زوج عمته، حتي عندما يسأله أحد عن اسم أمه لا يذكر غير اسم عمته.
.. لماذا لم يدخل محمد المدرسة؟
- يجيب الأب: ظروفي صعبة جداً، ومع ذلك ألحقته بالمدرسة الابتدائية في الصف، وفي عامه الأول فقد محمد حقيبته المدرسية وبها الكتب، وطالبتني المدرسة بدفع مصاريف جديدة لتسلم الكتب، ولأنني لا أملك شيئاً فلم أدفع، وخرج ابني من المدرسة ليعمل في أي حرفة متاحة ـ ورشة نجارة أو حدادة، أو تباع علي سيارة لوري ـ وخلال ذلك عرف طريقه إلي الشوارع، وإلي أولاد الشوارع الهاربين من أسرهم..
وكانت الشرطة تأخذه كثيراً، ثم تعيده إلينا، وكنت أذهب لتسلمه، أو يذهب الحاج عبدالعزيز سلامة زوج عمته لتسلمه، ويستمر في بيت عمته فترة ثم يعاود الهروب.
.. وما الذي فعلته أنت لتمنعه من هذا الهروب المتكرر؟
- هاعمل إيه؟! أنا كفاية علي أدور علي لقمة العيش، ماعنديش وقت أشوفه، ومحمد كان يرفض أيضاً إن أنا أشوفه، فهو لا يعتبرني والده، ولا يعتبر أمه اللي خلفته والدته، والحقيقة هو لم يكذب عندما قال للشرطة إن اسمه محمد عبدالعزيز سلامة، لأنه يعتبر هذا الرجل الذي كان أحن الناس عليه هو والده.
.. ألم تسأل عنه والدته حتي الآن؟
- أبداً.. هي يمكن ما تعرفش حتي الآن الظروف اللي هو فيها.. ولو عرفت مش هاتهتم، ولو قابلته في طريق مش هاتعرف إنه ابنها لأنها لم تره ولا مرة واحدة منذ ١٨ سنة.
عمته «عايدة» زوجة عبدالعزيز سلامة بدران، اختنقت وهي تتحدث إلي «المصري اليوم»، ولأنهم أناس بسطاء فلم يكن لديهم إدراك كاف بما انتهي إليه «محمد السويسي» الآن، وعندما ذكرنا لها أنه متهم بالاشتراك في انتهاك وتعذيب وقتل حوالي ١٦ طفلاً من أولاد الشوارع، كادت أن تجن وأصيبت بحالة ذهول وهي تتذكر حياة «محمد» منذ مولده وحتي آخر مرة رأته فيها بعد عيد الفطر الماضي،
وأكدت السيدة عايدة أن المسؤول الأول والأخير عن الجرائم التي ارتكبها محمد ـ إن كان ارتكبها فعلا ـ هم الكبار تقصد أمه وأباه ـ وتوضح أن محمد منذ مولده «لم يسأل عنه أحد.. غير اللي خلقه»، وتضيف أنها مع عمته الثانية بذلتا جهداً كبيرا في محاولة استيعابه، ولكنه كان حساسا جداً، تصعب عليه نفسه عندما يشاهد أولاد عماته يعيشون في أسر مستقرة، ويذهبون إلي المدارس، ويلعبون في الإجازات والأعياد،
ويتمتعون برعاية واهتمام الجميع، كان يأخذ نفسه ويذهب للجلوس في حوش البيت مع الأغنام، ويظل هناك وحيدا حتي ننتبه إلي وجوده، وقد حاولت عمته عايدة وعمته رضا وأولادهما استيعابه كثيرا، ولكنه كان يرفض كل هذه المحاولات، لأنه كان يتأذي من العطف، ويقارن نفسه دائما بأولاد عمتيه ويتحسر علي حاله.
.. ألم يسأل عن أمه إطلاقا؟
- تجيب عمته: أبداً.. ولكنه لم يكن يطيق أن يشتمه أحد بأمه، وكنا بنستغرب دايما من هذه الطبيعة، طفل عمره ماشاف والدته، وهي لم تسأل عنه أبداً، إزاي ما يطقش عليها كلمة من أي مخلوق؟
.. ألم يكن هناك أحد من الأسرة علي علم بانضمامه إلي عصابة خطرة؟
- تقول العمة عايدة: إن محمد اتصل بها تليفونيا في رمضان الماضي، فطلبت منه العودة إلي بيتها، ولكنه أخبرها بأنه لا يستطيع العودة الآن، لأنه يعرف شخصا من نواحي الإسكندرية يقوم بخطف أولاد الشوارع ويقتلهم، وهذا الشخص هدده بأنه إذا عاد إلي أهله، فسوف يذهب إليه في «الصف» ويقتله، ويقتل أبناء عمته معه، وقال محمد لعمته، إنه خائف من العودة الآن، ولكنه سينتهي من هذه المشكلة بأي شكل وسوف يعود عندما يكون آمنا علي حياته وحياة أبناء عمته! ولكن عمته رضا تؤكد لـ «المصري اليوم» أن محمد السويسي زارها في بيتها في الصف منذ عشرين يوما تقريبا، وقضي معها يوما كاملا،
وقال لها خلال هذا اليوم: إنه كان مريضا بعد سقوطه من سطح أحد القطارات، وتم علاجه في أحد المستشفيات بمعرفة أصحابه من أولاد الشوارع، وأضافت أنه أكد لها أنه بعد هذا الحادث ابتعد عن أولاد الشوارع، واشتغل في مطعم برمسيس، وأن صاحب المطعم راض عنه ويثق فيه ويسمح له بالمبيت في المطعم، ولكنه تعرض فجأة لظروف جديدة تهدد استقراره، حيث جاءه ضابط شرطة في المطعم وطلب منه أن يعمل مرشدا، وهدده بالقبض عليه وتعذيبه إذا لم ينفذ الأوامر،
وقال محمد لعمته رضا إنه خاف أن يرشد عن أحد من أولاد الشوارع حتي لا يتعرض للأذي، فقام الضابط بالقبض عليه، وحوله إلي النيابة التي أفرجت عنه، فذهب إليه الضابط مرة أخري وقال له: بإذن الله هعرف أحطك في قضية لن تخرج منها أبداً.
وأشارت عمته رضا إلي أن «محمد» طلب منها شهادة ميلاده حتي يتمكن من استخراج بطاقة شخصية، وفعلا أخذ الشهادة وغادر البيت في الصباح، وبعد حوالي ٥ ساعات عاد محمد مرة أخري في حالة سيئة جداً، وقال لعمته إن المطعم تم غلقه وتشميعه، وأنه عرف أن شقيق صاحب المطعم تعرض للقتل، وكان محمد خائفا ومذعورا، وبعد ساعات ترك البيت، ولم نعد نعرف عنه شيئاً.
ويقول زوج عمته عبدالعزيز سلامة بدران الذي استضافه كثيرا في بيته: إن هذا الطفل المسكين تعرض لمأساة فوق احتمال أي بشر، وأشار إلي أن مأساته تنبع من ذكائه وحساسيته الشديدة، فهو ابن لأب شديد الفقر، يعيش في بيت لا يصلح أبداً لأن يسكته بشر، وابن لأم شديدة القسوة لم تسأل عنه منذ أن تركته وهو في عامه الأول،
ويؤكد عبدالعزيز أنه بذل جهداً كبيرا لاستيعابه، ولكن «محمد» كان متمردا علي كل محاولات استيعابه وعندما كبر، كبرت معه مأساته وكبر معه إحساسه بأنه يعيش ظرفا مأساويا، وكان الشارع بكل ما فيه من قسوة وتشرد، هو ملاذه الذي أدي به إلي هذا المصير!

منفذ وادى النيل ماوى للكلاب الضالة


منفذ وادي النيل للتقاوي .. مأوي للكلاب الضالة
كتب سحر المليجي ١٢/١٢/٢٠٠٦
تحول منفذ وادي النيل التابع للهيئة الزراعية المصرية إلي مأوي للكلاب الضالة، بعد أن كان يختص ببيع مستلزمات الإنتاج الزراعي من تقاوي ومبيدات وأسمدة وآلات زراعية، وتحولت مباني المنفذ التي تحتل مساحة ١٨ قيراطاً بميدان المؤسسة العمالية بشبرا الخيمة إلي «خرابات» ذات نوافذ محطمة، وجدران مهدمة، وأسوار تحيطها مياه المجاري، وهجر معظم الموظفين والمزارعين المكان،
ولم يتبق منهم إلا عدد صغير، يجلسون في أحد المباني الجانبية، وانخفض عدد المزارعين الذين تعودوا علي شراء التقاوي من المنفذ منذ عشرات السنين لفساد بعض أنواع التقاوي، كان آخرها تقاوي البصل التي تسببت في ارتفاع سعر الكيلو إلي ٥ جنيهات.
مبني منفذ وادي النيل كان مملوكاً لأحد الأعيان قبل الثورة، وتم تأميمه عام ١٩٥٦، وإلحاقه ببنك التنمية والائتمان الزراعي، وبعد إنشاء الهيئة الزراعية المصرية في نهاية الخمسينيات ألحق بها المبني وتم إنشاء محطة لغربلة وتجهيز التقاوي الزراعية كالأرز والذرة والقمح والعدس والفول، وتم استيراد الآلات من سويسرا، وكان المنفذ يوزع التقاوي علي كل محافظات الوجه البحري، كما كان له دور كبير في توزيع الأسمدة والآلات الزراعية وقطع غيارها.
استمرت المحطة، وهو الاسم المعروف به المنفذ، في العمل لسنوات طويلة حتي عام ١٩٩١ عندما تعطلت الآلات واحتاجت إلي قطع غيار، وقررت الهيئة إيقافها وتحويلها إلي منفذ لبيع التقاوي فقط، وتحول المبني إلي مأوي للحيوانات والحشرات والقوارض حتي أن الموجودين أصبحوا يخشون الاقتراب منه، واختفت معالم المبني بعد أن أحاطته مواقف السيارات من كل جانب، لدرجة أن بابه لا يعرفه إلا عدد قليل من المارة.
وفي عام ١٩٩٧ تمت إعارة المبني إلي بورصة المحاصيل الزراعية أو الشركة الزراعية المصرية لإنتاج وتسويق الحاصلات الزراعية (إيمي باك) التي كان يرأسها الدكتور يوسف عبدالرحمن.
وفي عام ٢٠٠٣ تمت إعادة المنفذ للهيئة الزراعية المصرية بعد أن تم تقديم الدكتور يوسف للمحاكمة، ويؤكد أحد الموظفين بالمنفذ أن عدداً كبيراً من الموظفين يأتون لمشاهدة المبني من الداخل، ويسألون عن كيفية شرائه، وهو ما سيجعل بيعه سهلاً لأهمية موقعه حيث يعد ملتقي كل القادمين من الوجه البحري إلي القاهرة.
الموظفون خائفون من بيع المكان وتشريدهم أو نقلهم إلي أي محطة أخري، خاصة مع انخفاض قيمة المبيعات إلي ٥ آلاف جنيه في الموسم، في حين يحقق أي منفذ تابع للهيئة لا تتجاوز مساحته ١٠٠ متر هذا المبلغ في اليوم الواحد.
يقول المهندس سمير زكي رئيس الإدارة المركزية لشؤون الإنتاج بالهيئة الزراعية المصرية: إن محطة وادي النيل عبارة عن محطة غربلة مكهنة ومع ازدحام المكان الذي تقع فيه وصعوبة دخول وخروج السيارات بالإضافة لسوء حالة الآلات تم تحويلها إلي منفذ بيع للتقاوي، بينما أنشأت الهيئة محطة غربلة كبيرة في بهتيم.

النعوش العائدة موت غامض وحقوق ضائعة


النعوش العائدة.. موت غامض وحقوق ضائعة .. ١٥٠٠ جثة مصرية استقبلها مطار القاهرة خلال العام الحالي
تحقيق سحر المليجي ٢٢/١٢/٢٠٠٦
خلال عام ٢٠٠٦، استقبل مطار القاهرة الدولي ١٥٠٠ جثة لمصريين يعملون في الدول العربية، جاء معظمها من الأردن والسعودية.
كما تلقي قطاع شؤون المواطنين بوزارة الخارجية ١٥ ألف شكوي خلال هذا العام تتعلق بمشكلات وحقوق المصريين العاملين في الخارج، ومنها مشكلة شحن جثث المتوفين منهم.
المعروف أنه يوجد قانون لرعاية المصريين العاملين في الخارج، يحميهم ويحل مشكلاتهم أحياء أو أمواتاً، لكنه لا يشمل مشكلة نقل جثثهم إلي الوطن علي الرغم من أن عدد المهاجرين المصريين، طبقاً لبيانات حركة المغادرة والوصول في مصلحة الجوازات بمطار القاهرة، وصل إلي ٢٨٤٤٠٠٠ مهاجر، منهم ٦٩٩ ألف مواطن سافروا بتعاقد شخصي، و٧٧ ألف مواطن معارون من الدولة، و٣١٦ ألف مواطن غير متعلمين، و٣٤٤ ألف مواطن حاصلون علي شهادات تعليم متوسطة، و١٦٦ ألفاً يحملون مؤهلات عليا.
ومن الملاحظ أن غالبية المصريين العاملين في الخارج يعملون في مجال المقاولات والبناء الذي تكثر فيه احتمالات الإصابة أو الوفاة.
ويكشف السفير عصام الدين حواس، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية عن أن الأهالي كانوا يتحملون التكلفة العالية لنقل الجثة من الخارج، لكن الرئيس السادات قرر تحمل القنصليات المصرية هذه التكلفة علي أن تسدد بعد عودة الجثة إلي مصر، ويقول إن ميزانيات السفارات لا تتضمن هذا البند لذلك تم إنشاء صندوق الطوارئ الخاص بجمع أموال الزكاة والصدقة لدفع تكاليف نقل الجثث.
والواقع يقول إنه لا السفارات ولا القنصليات تتحمل هذه التكلفة، ومازال الأهالي يدفعونها سواء كانوا قادرين مادياً أم فقراء للإسراع بعودة الجثة ودفنها في الوطن.
ولا يتوقف عذاب الأهالي عند الموت وتكلفة النقل، بل لا يحصلون علي أي مبلغ تعويضي سواء كانت الوفاة طبيعية أو غير طبيعية علي الرغم من أن السفارات والقنصليات من صميم عملها الحصول علي حقوق المصريين في الخارج أحياء أو أمواتاً، ورفع ومتابعة قضايا التعويضات لأهالي الضحايا.
ويقول حواس: إن السفارات تقوم بذلك علي قدر إمكاناتها بصفتها المسؤول الأول عن المطالبة بتلك الحقوق.
ولا يهم تفسير جملة «علي قدر إمكاناتها» هنا، إنما المهم هو رصد المعاناة التي يعيشها أهل المتوفي سواء من خبر الوفاة، أو فقدان عائلهم، أو ضياع ثمن سنوات الغربة أو حقوقهم بعد الوفاة.
رمضان عبدالمحسن «٢٥ عاماً» يعمل نقاشاً في الكويت، وسقط في شهر نوفمبر الماضي وأصيب بكسور في العظام ونزيف دموي حاد أدي إلي وفاته، يقول والده إنه تخرج في المعهد الفني التجاري وتعلم مهنة «النقاشة»، ثم تزوج جارته، وبحث عن عمل ولم يجد، واضطر إلي السفر إلي الكويت بعد أن دفع في التأشيرة ٢٥ ألف جنيه جمعها من أصدقائه وبيع مصوغات زوجته وبعد شهرين من وصوله استطاع العمل عن طريق بعض الأقارب هناك في ترميم ممتلكات وزارة الأوقاف الكويتية.
وتقول زوجته رانيا: «رمضان استلف من الكل عشان يوفر تمن الفيزا، وبعد ماسافر بسبع شهور، رجع يشوف ابنه يوسف، وقعد معانا شهرين، ورجع تاني الكويت عشان يسدد الديون اللي عليه، ومن عشرين يوم، رجع مصر وقاللي إنه سدد كل ديونه، هيسافر تاني عشان يؤمن مستقبل يوسف، لكن زملاءه اتصلوا بنا وقالوا إنه وقع من علي السقالة ومات، والشركة عايزة تدفنه هناك عشان تمن نقل الجثة كبير قوي فاضطروا يلموا من بعضهم ودفعوا مصاريف النقل».
واتهمت رانيا الحكومة بأنها تدفع المصريين إلي الموت لأنها لا ترعاهم، ولا توفر لهم العمل، تقول: «رمضان قعد في مصر مدة طويلة من غير شغل ومات في الغربة من غير ما يحصل علي مستحقات مالية، وأنا مش عارفة هاصرف علي ابني إزاي».
سالم أبو الحسن «٤٢ عاماً» سافر منذ ١٥ عاماً إلي السعودية ليعمل نجاراً، وكل عام يزور زوجته وأولاده الأربعة في جرجا بسوهاج ليقضي معهم الإجازة ويصرف خلالها ما ادخره طوال العام، وأصر سالم علي أن يتعلم أولاده الأربعة الذين يدرسون في مراحل التعليم الأساسية الثلاث، بينما التحق عمر الصغير بالأزهر ليحفظ القرآن. كان سالم قد قرر منذ شهور العودة والعمل في مصر، وبالفعل بحث عن عمل لمدة ٥ شهور دون جدوي، فاضطر إلي السفر مرة أخري ليسقط من الدور الثالث تاركاً أولاده وزوجته بلا عائل ولا أموال ولم يحصلوا علي أي مستحقات مالية من الشركة التي كان يعمل بها عائلهم الوحيد.
وتوفي عمار ياسر «٣١ عاماً» بعد العمل لمدة عام في إحدي شركات المقاولات بالسعودية كمشرف علي البنائين علي الرغم من أنه يحمل شهادة جامعية.
عمار كان يأمل في جمع بعض الأموال ليعود ويبدأ مشروعاً صغيراً مع إخوته، لكنه عاد محمولاً في صندوق بعد مدة قصيرة قضاها في العلاج من بعض الكسور نتيجة إصابته في حادث سيارة صدمته أمام مكان عمله ليترك ابنته وزوجته تواجهان الحياة دون عائل أو مال أو عمل أو حتي مستحقات مالية.
وتروي أم وليد زوجة محمود ربيع «٣٥ عاماً» مأساتها التي بدأت منذ ١٢ عاماً. عندما تزوجت من محمود المزارع بقرية «أبا البلد» بمغاغة في المنيا. وبعد زواجها بشهرين سافر زوجها إلي الأردن بسبب ضيق الحال وارتفاع إيجار الأرض، وبعد ٥ سنوات من عمله في محل بيع دواجن مع ابن عمه، عاد الزوج وبحث لشهور عن عمل في مصر أنفق خلالها كل ما ادخره، فقرر العودة إلي الأردن مرة أخري، وكان من المفروض أن يعود في إجازة عيد الأضحي القادمة، لكنه توفي.
تقول أم وليد إن التحقيقات لمعرفة سبب الوفاة مازالت مستمرة في الأردن، لكن لا يعلم أحد السبب علي الرغم من مرور شهر علي وفاته.
وعن تكاليف نقل الجثة إلي القاهرة قالت إن ابن عم زوجها وأصدقاءه تحملوها كاملة لأن الزوج لم يكن مؤمناً عليه، إضافة إلي أنها لم تحصل علي مبلغ كتعويض بعد كل هذه السنوات من العمل.
ليست كل الجثث المصرية العائدة من الخارج لعمال، بل استقبل مطار القاهرة جثة الدكتور هشام رأفت بدر «٢٧ عاماً»، وتقول أخته هالة إنه تخرج في كلية الطب البيطري عام ٢٠٠١ بتقدير جيد جداً وكان ترتيبه الثالث علي دفعته. ثم فوجئ بتعديل نتيجته من ٧٨% إلي ٧٤% ليحرم من التعيين معيداً في الكلية. لكنه لم يفقد الأمل، نجح في مسابقة أعدها المركز القومي للبحوث لاختيار باحثين جدد. ثم قضي فترة تجنيده، واستلم العمل بالمركز في فبراير ٢٠٠٣. ولتفوقه العلمي تم ترشيحه ليسافر في بعثة إلي بلغاريا لمدة شهرين. ثم رشحه المركز للسفر إلي جامعة «ميلانو» بإيطاليا للحصول علي الماجستير في «التكاثر الحيواني»، وسافر في شهر مايو الماضي. ومنذ شهر تقريباً تلقت هالة خبر وفاته نتيجة اختناقه من تسرب غاز «النيتروجين» بالمعمل. ومازالت التحقيقات مستمرة في إيطاليا لمعرفة كيفية وقوع الحادث.
وعن جثة أخيها تقول هالة: «الجثة ظلت في إيطاليا لمدة ١٤ يوماً إلي أن وصلت مصر في ٧ ديسمبرالجاري ليدفن في مدينة ببا بمحافظة بني سويف.

ضبط 400 من اطفال الشوارع فى الاسماعيلية


ضبط ٤٠٠ من أطفال الشوارع في الإسماعيلية
كتب سحر المليجي ٣/١/٢٠٠٧
ألقت أجهزة الأمن بالإسماعيلية القبض علي ٤٠٠ حدث من أطفال الشوارع في الأسبوع الجاري، بتهمة التسول والتشرد وتنفيذ الأحكام الصادرة ضد بعضهم، وقد تم إلحاقهم بدار أحداث الإسماعيلية لحين عرضهم علي النيابة. وأكد العميد نبيل أبوالاسعاد مدير مباحث أحداث الإسماعيلية، أن الأحداث المقبوض عليهم تتراوح أعمارهم بين ١٣ و١٦ سنة. تم القبض علي ٢٥٠ حدثاً منهم في منطقة الشهداء فقط، بينما تم إلقاء القبض علي الآخرين بمناطق متفرقة بالمحافظة.
وعلمت «المصري اليوم» أن تعليمات عليا صدرت لمديري أمن المحافظات بتشكيل فرق بحث من مباحث الأحداث لضبط أطفال الشوارع.

البحارة المصريون السنة المحتجزون فى سوريا يجددون استغاثتهم بوزارة الخارجية


البحارة المصريون الستة المحتجزون في سوريا يجددون استغاثتهم بوزارة الخارجية
كتب سحر المليجي ٢٠/١/٢٠٠٧
طالب البحارة الستة المصريون المحتجزون في ميناء طرطوس بسوريا بسرعة تدخل وزارة الخارجية لإنهاء الاحتجاز المفروض عليهم هناك منذ ١٢ سبتمبر الماضي،
وذلك بعد صدور قرار بالحجز علي السفينة «إيكو» المملوكة لشركة «يارا للنقل البحري» والتي يملكها ياسر الفقي رجل أعمال مصري وسعيد محمد صالح رجل أعمال أردني،
وكانت بدأت رحلتها من ميناء دمياط إلي ميناء اللاذقية وبسبب عطل أحد المحركات توجهت إلي ميناء طرطوس، ثم ميناء أرواد السوري لإصلاحها، وفوجيء طاقم البحارة بوجود حكم قضائي لصالح رجل أعمال سوري نتيجة لعدم سداد شركة «إيكو» ثمن معدات وآلات اشترتها منه،
وعاش البحارة المصريون فترة عصيبة نتيجة عدم حصولهم علي رواتبهم، وعدم تمكنهم من الخروج من الميناء لسحب جوازات السفر الخاصة بهم، وتدخلت وزارة الخارجية بعدما نشرته «المصري اليوم» عن هذه القضية في نوفمبر الماضي.

مساكن ايواء عين الصيرة غابة لا تدخلها الشمس


مساكن إيواء عين الصيرة.. «غابة» لا تدخلها الشمس تحقيق سحر المليجي ٣١/١/٢٠٠٧
بين قصر العيني والفسطاط تقع مساكن إيواء عين الصيرة التي اشتهرت باسم له مغزي اجتماعي خطير، هو: «مساكن الغابة».
في هذه «الغابة» البشرية سوف تكتشف أن الحياة في الغابات الحقيقية أكثر احتمالا من العيش في بيوت ضيقة واطئة تطل علي شوارع لا يزيد عرضها علي نصف متر، تكتظ بمئات السكان الذين كانوا قبل زلزال ١٩٩٢ يعيشون في شقق خاصة بهم مثل ملايين البشر، وبعد هذا الزلزال نقلتهم الحكومة إلي أماكن إيواء مؤقت لا تصلح إلا قبورا للموتي، ثم نسيتهم هناك وسقطوا من ذاكرة كل المسؤولين.
في هذه الأقبية المميتة المحرومة من الشمس، تعيش كل أسرة في حجرة واحدة، ويشترك كل ثلاث أو أربع أسر في دورة مياه واحدة، وأمام عتبات الدور التي لا تزيد علي طابق واحد تجلس السيدات المسنات، بلا أي تعبير علي وجوههن، بعد أن انتظرن «بشائر الخير» من الحكومة لسنوات طويلة، وانتهي الأمر بهن إلي اليأس المطبق من مجيء أي خير، واللامبالاة من الشرور الرهيبة التي تشهدها بيوت وشوارع «الغابة» كل يوم، مرة بسبب الشجارات التي تندلع بين السكان، ومرة بسبب معارك البلطجية بالسنج والشوم والمطاوي، ومرات بسبب مطاردة الشرطة اليومية عشرات المطلوبين علي ذمة قضايا معلومة وأخري مجهولة.
علي أحد الكراسي جلست سنية إبراهيم «٦٨ سنة» تشكو من ألم يعتصر قدمها بعد بتر أصابعها، ومازالت تحتاج لعلاج لا تقدر علي شرائه كي لا يتم بتر القدم كلها، تقول سنية إنها كانت تعيش في منطقة السيدة زينب هي وأولادها بعد أن توفي زوجها وكانت تعمل بائعة شاي علي باب السيدة زينب، لكنها في التسعينيات سقط منزلها الذي كانت تعيش فيه هي وابنها وأولاده، وكذلك منزل ابنتها التي لم يكن قد مر علي زواجها أكثر من عام واحد، ونتيجة لذلك تم ترحيل الجميع إلي هذه المساكن.
تضيف السيدة سنية: حضرنا إلي هنا أنا وابني وزوجته وأولاده وكلنا في حجرة واحدة، وابنتي وأولادها في حجرة أخري، وحصلنا علي رقم خاص بالحالات القاسية لنحصل علي شقة خاصة بنا، وأخري لابنتي وعائلتها، ثم فوجئنا بأحد الموظفين بوزارة الإسكان يخبرنا بضرورة تنازل أحدنا عن طلب الشقة كي يحصل الآخر عليها، وحتي الآن مازلنا ننتظر الشقة التي وعدونا بها.
وتقول سنية: إنها بعد انتقالها لمساكن الإيواء تم فصل ابنها من عمله نتيجة بعده عنه وعدم توافر وسائل المواصلات مباشرة ثم أصيبت قدمها أثناء عملها ، ومع مرضها بالضغط والسكر تحتاج لعلاج شهري يزيد علي ٣٠٠ جنيه، ولأنها فقيرة ولا تملك ثمن العلاج وابنها يعول ٣ أولاد أهملت علاجها مما زاد من سوء حالتها حتي أصبحت قعيدة الفراش ولا تقوي علي الخروج من باب حجرتها.
أمام حجرة سنية، جلست سكينة سيد علي «٦٢ عاما»، وقد كسر البلطجية بابها واستولوا علي ما عندها من طعام ومال أحضره لها أولاد ابنها، ولأنها تعيش وحيدة.
، فهي تظل طوال النهار عند جيرانها كي لا يعتدي أحد عليها لأن الأكل والمال قد يعوض، لكن حياتها لن تعوض.
وتضيف سكينة أنها لا تتمني سوي أن تعيش في مكان آمن تقضي فيه ما تبقي من حياتها لأنها بعد وفاة ابنها الوحيد لا يوجد لها ملجأ سوي هذه الحجرة.
وتقول «كايداهم سيد»: مساكن الإيواء لا يدخلها أحد من الجيران سوي أهلها لأن الجميع يخاف أن يدخلها ويسمونها «الغابة» لأن شوارعها ضيقة وملتوية ولو دخلها غريب لن يخرج منها، ولهذا نخاف علي بناتنا من الخروج وهو ما جعل غالبية البنات يخرجن من التعليم خشية تعرض البلطجية من أهل المنطقة لهن.
وتضيف علا أبوالمعاطي «٢٠ سنة» أن حرمة البيوت في مساكن الايواء معدومة، فالبلطجية دائماً يفتحون الأبواب في أي وقت للاختباء من بعضهم أو بعض رجال الشرطة الباحثين عنهم، كما أنهم يستخدمون الأطفال والنساء كدروع واقية لهم ضد أي معتد عليهم، وكثيراً ما تصاب النساء والأطفال في هذه المواجهات التي لا يكون لهم ذنب فيها إلا أنهم من أهل المنطقة.
وتروي علا ما تعرضت له الشهر الماضي علي يد أحد البلطجية في المنطقة بعد خروج والدها وأخيها من الحجرة التي يسكنون فيها، ووجودها هي وأختها بها، فاستغل الشاب الحجرة للاختباء فيها من بلطجي آخر بالمنطقة وعندما اعترضت علي وجوده معهما انتقل إلي حجرة أخري، وفي المساء جاءت والدته وضربتها هي وأختها، الأمر الذي انتهي بانتقالها إلي المستشفي للعلاج من هذه «العلقة الساخنة».
وتضيف رشا علي «١٩ عاماً» أن بلطجية المنطقة ليسوا من اللصوص والمشاغبين فقط فبعض أفراد الشرطة يدخلون الحجرات دون وجه حق ليلا ونهاراً، ولا تستطيع أن تقف ضدهم حتي إن كان معك الحق، وتروي ما حدث مع أخيها عندما اقتحم «شرطي» المنزل وأيقظه من النوم ليحرر له محضراً في قسم الشرطة بالاعتداء علي أحد شباب المنطقة علي الرغم من أن أخاها كان مسافراً طوال الشهر الماضي كله بحثاً عن عمل، ولأنه لا يملك دليل إثبات وجوده في مكان آخر، ولخوف الجميع من الذهاب لقسم الشرطة، تم حبس الأخ لمدة شهر دون وجه حق.
وتشير رشا إلي أن رجال الشرطة يدخلون ليلا ونهارا ليفتشوا في البيوت عن أي هارب أو بلطجي بالإضافة للمطاردات اليومية للبلطجية، ولا يراعون حرمة البيوت وكل شيء عندهم مباح ومن يعترض يتم تلفيق التهم له.
وفي مساكن الغابة لا يوجد عمل ومعظم السكان انقطعوا عن العالم الخارجي، إما لعدم قدرتهم علي التواصل مع أحد، أو لعدم وجود عمل يدعوهم إلي الخروج، أو بسبب الخوف من مطاردات الشرطة، وتقول سيدة إسماعيل «٤٥ عاماً»: منذ سقوط منزلي، جئت لأعيش في حجرة بهذه المساكن وانقطعت صلتي بالخارج، كنت أعمل بإحدي المدارس وبعد انتقالي أصبحت المسافة بعيدة والمواصلات غير موجودة، وبمرور الوقت فصلت من عملي، أما عن أولادي فانقطعت بناتي عن التعليم بعد وصولهن للمرحلة الثانوية لخوفي عليهن من الخروج وحدهن من المنطقة.
ويضيف سيد أحمد «٣٥ عامًا» أن فرص العمل بالمنطقة معدومة للأصحاء، ولأنه معاق فإنه لم يجد سوي بيع بعض الحلويات للأطفال حتي يستطيع أن يعيش هو واخوته وزوجته ووالدته لأنه أكبرهم سنًا والمسؤول عن تربيتهم بعد وفاة الأب.
ولا يتمني السيد أكثر من منزل تدخله الشمس لأن الحجرة التي يعيش فيها هو ومن معه لا تدخلها الشمس أبدًا، كما أن الشارع الذي يسير فيه ضيق ولا يتسع له لضخامة عجلته وهو ما قد يعرضه للسقوط علي الأرض.
الحياة في مساكن الإيواء لا حياة فيها ولا مستقبل لها، وكل الموجودين يشعرون بأنهم خارج الدنيا كلها، فمنازلهم التي لا تختلف عن القبور، لا توجد بها أي خدمات، بل إن بعضهم يفضل سكني القبور عليها، لأن هناك بشرا ميسورين يزورون موتاهم ويتصدقون علي سكان القبور، أما هنا في الغابة فليس غير الوحدة، ولا يوجد أبدًا من يتصدق علي سكانها حتي ولو بكلمة طيبة.

صاحب مكتب تاجير السيارات :محمد عصام لم يكن فى السيارة اثناء الحادث


صاحب مكتب تأجير السيارات : محمد عصام لم يكن في السيارة أثناء الحادث
كتب سحر المليجي وأيمن حمزة ٦/٢/٢٠٠٧
«ر.س» طيار سابق وصاحب مكتب لتأجير السيارات كان هو الطرف الأول في قضية حادث السيارة التي كانت سبباً في خروج محمد عصام هارباً من مصر. في لقائه مع «المصري اليوم» قال «ر.س»: جاءني محمد عصام غنيمي العطار يوم السبت الموافق ٦/٨/٢٠٠٠ لتأجير سيارة فيات ملاكي لمدة ٣ أيام، وأخبرني أنه والده كان طياراً سابقاً ولهذا وافقت علي استئجاره السيارة،
ولضرورة عمل تحريات أخبرني بأنه يعيش مع جدته في العباسية فتوجهت معه لمنزلها وأخبرتها بضرورة علمها بأن محمد سيستأجر من عندي سيارة، وأنه في حالة حدوث حادث سيكون محمد مكلفاً بتصليح السيارة، أو دفع قيمة إصلاح السيارة، فوافقت.
وبعد يوم من التأجير فوجئت بمركز شرطة وادي النطرون يستدعيني كوكيل عن «أ.ز» صاحبة السيارة بالحادث الذي انقلبت فيه السيارة وتم تدميرها تحت مقطورة عربة نقل، فتوجهت هناك لأجد السيارة محطمة بالكامل، بينما يرقد ٣ أولاد عرب أحدهم كويتي والآخران سعوديان، وكلهم في حالة صحية سيئة جداً، استدعت سفر أحدهم للعلاج،
ووجدت محمد غير مصاب بأي أذي ولا حتي خدش واحد، وادعي أنه كان يقود السيارة ـ وعرفت من المستشفي أن الأولاد الثلاثة اتصلوا به وقالوا له أنهم أثناء عودتهم من الإسكندرية بعد انتهاء يوم دراسي ـ لأنهم طلاب بالأكاديمية البحرية ـ انقلبت بهم السيارة وعليه أن يحضر لأنه ليس لهم أي علاقة بتلك السيارة.
ولهذا تأكدت أن محمد يقوم بتأجير السيارة من المعرض بإجمالي ٤٠٠ جنيه لمدة ٣ أيام بينما يكون إيجارها للعربي أكثر من ذلك بكثير، كما أنه في حالة حدوث أي مكروه لها يكون من الأسهل الحصول علي تعويض عما حدث بها من الأجنبي، بينما في حالة المصري يكون الأمر صعب جداً وبهذا فهو يستفيد من فرق التأجير لصالحه، في قسم وادي النطرون وجدت محمد ولم أجد أي أحد من عائلته معه،
ولهذا تقدمت بالشيك الذي تبلغ قيمته «٢٠٠» ألف جنيه حتي يأتيني أحد من عائلته ويطلب الصلح ويدفع قيمة تصليحها أو دفع ثمن السيارة التي حطمت تماما، بعد عودتي للمكتب اتصلت بجدته وأخبرتها بما حدث، فأخبرتني بأنها ستقوم بإصلاح السيارة علي نفقتها، وتم الاتفاق علي هذا الأمر وأخبرتها بأنه في حالة عدم إصلاحها سيتم دفع ثمن السيارة التي كان ثمنها في هذا الوقت ٧٥ ألف جنيه، استلمت السيارة وسلمتها لسمكري سيارات من طرفها بالعباسية وخرج محمد من القسم، إلا أن بعد ١٥ يوماً من الحادث توجهت للسمكري لأجد السيارة كما هي، ولم يذهب إليها أحد من عائلة محمد، فأخذتها من عند السمكري ووضعتها بالجراج منتظرا اتصال أحد من العائلة ولم يحدث،
وبعد صدور حكم بالسجن ٣ سنوات ضد محمد لم يتم تنفيذ الحكم الصادر ضده، لأنه كلما توجه له ضباط تنفيذ الأحكام لم يجدوه لأنه ترك منزله، وهو ما دفعني لإعلام كليته فانقطع عن الدراسة، ولم أعلم عنه شيئاً بعدها، ويضيف «ر.س» أن الحكم الصادر ضد محمد كان سيسقط العام الماضي ولهذا فقد رفعت القضية من جديد حتي لا يسقط الحكم الصادر ضده، وبعد أن تم إلقاء القبض عليه، لن أسكت عن حقي وسأطالبه بدفع قيمة السيارة.

مذكرة جماعية تكشف السرقات العلمية فى معهدالارشاد الزراعى


مذكرة جماعية تكشف السرقات العلمية في «معهد الإرشاد الزراعي».. وتسخير الجن لإصابة الباحثين بالاكتئاب
كتب سحر المليجي ١٠/٣/٢٠٠٧
كشفت مذكرة جماعية قدمها بعض الباحثين بمعهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية عن بعض المخالفات الإدارية التي شهدها المعهد خلال الأعوام الستة الأخيرة، فضلاً عن بعض السرقات العلمية لرسائل الماجستير والدكتوراه، واتهام مدير المعهد بتسخير الجن لإصابة الباحثين بالاكتئاب.
وأكدت المذكرة التي قدمها الدكتور كمال صادق النجار والدكتور سامي الغمريني والمهندس أسامة بدر، وحصلت «المصري اليوم» علي صورة منها، أن ثلاثة من الأساتذة الكبار في المعهد أعدوا بحثاً بعنوان «الإنصات الإقناعي» تبين أنه منقول تفصيلياً من رسالة ماجستير لباحث في المعهد يدعي «ياسر الحميري»، كما حصل الأساتذة الثلاثة علي بدلات سفر ومكافآت، وبتقديم صاحب البحث الأصلي مذكرة إلي الدكتور محمد حامد زكي مدير المعهد، تم تشكيل لجنة لفحص الشكوي، وأقرت بسرقة البحث، وأدانت كذلك صرف بدل السفر للباحثين.
وأوضحت المذكرة تعدي «مرفت صدقي عبدالوهاب» طالبة الدكتوراه بالقول علي أساتذة قسم الاجتماع الريفي وهم الدكاترة: ماجدة قطب، زينب عوض، صابر الصباغ، حيث اتهمتهم بأنهم «مرضي نفسيون»، عندما أخبروها بأن رسالة الماجستير الخاصة بها منقولة من رسالة أخري، وكذلك مخطط رسالة الدكتوراه، وقد حرروا ضدها شكوي برقم صادر ١٠٦٠ بتاريخ ٢٦/١١/٢٠٠٦، ولم يتخذ أي إجراء حتي الآن.
وأشارت المذكرة إلي إصدار مدير المعهد قرارات بترقية ونقل بعض الإداريين والسكرتارية وأعضاء المكتب الفني، وكذلك إلغاء بعض العقود المؤقتة لطلاب الماجستير والدكتوراه دون إبداء أي أسباب.
ولفتت المذكرة إلي تعاقد مدير المعهد مع جهات خارجية باسم المعهد، من خلال إعداده أبحاثاً لبعض المنظمات لصالحه الشخصي، وتقاضيه عنها مقابلاً ضخماً، فيما وزع القليل منه علي بعض الباحثين، وعندما قدم المهندس أسامة بدر شكوي ضده، تم خصم يوم من راتبه بسبب لجوئه للصحافة.
وأضافت المذكرة أن مدير المعهد يهدد من يخالفه الرأي من الباحثين، ويلجأ إلي شطب أسماء الباحثين بمختلف درجاتهم العلمية من دفاتر الحضور والانصراف، حيث يتم طبع ونسخ دفاتر الحضور والانصراف الحكومية المسلسلة رقمياً كي يسهل تبديلها، لاستخدامها كوسيلة ضغط للمختلفين معه، بينما يتم تكليف المقربين له بمهام بعيدة عن المعهد والتوقيع لهم بعد عودتهم إلي المعهد.
واتهمت المذكرة أحد وكلاء المعهد بالاستعانة بالدجالين ومن يقومون بأعمال السحر، مؤكدة أنه أصاب إحدي طالبات الدكتوراه بقسم بحوث المرأة الريفية بالاكتئاب، مما دفع زوجها إلي التقدم بشكوي لمدير المعهد، الذي لم يعاقب «الوكيل»، مكتفياً بنقل الباحثة إلي مكان آخر، دفعت هذه الواقعة العاملين إلي إحضار البخور وإشعاله داخل جميع حجرات المعهد، فيما استغل أحد الموظفين المخزن في بيع البخور، نظرًا للإقبال الشديد عليه من جانب العاملين ولأن أرباحه مضمونة.
وقالت المذكرة إن مدير المعهد يخص بعض المقربين منه بالبعثات الخارجية والدورات التدريبية، بعيدًا عن التخصص والخبرة.
ورصدت المذكرة المخالفات الخاصة بتجديد أحد مباني المعهد، الذي سقط طلاؤه بعد شهرين من تجديده، فضلاً عن إعداد حجرة خاصة للمدير مجهزة بأحدث الأجهزة الكهربائية قيل إنها ستكون مكتبًا خاصًا له بعد خروجه علي المعاش.
وانتقدت المذكرة مدير المعهد لتلاعبه بمعايير الترشح والاختيار للدرجات البحثية، بما يخدم أغراضه الخاصة، وأشارت إلي أنه يجبر الباحثين علي حضور الندوات العلمية التي يحاضر فيها، وذلك بنقل كشوف الحضور والانصراف إلي مقر الندوة أياً كان مكانها، مؤكدة تحديه للباحثين المستحقين للترقية لتقديمهم شكاوي ضده، إضافة لرفضه التعزيزات الخاصة بالدرجات البحثية التي طلبتها إدارة المركز من المعاهد من باب العناد والتحدي.
وأكدت المذكرة استغلال المدير سيارة المعهد المخصصة له في نقل إحدي الموظفات بالمعهد، واتهمته بمخالفة قرار المركز رقم ٣٤ لسنة ١٩٩٤ الذي ينص علي تحمل المعهد تكاليف ورسوم الدراسة للكادرين الخاص والعام لمن وافق المعهد علي استكمال دراستهم، وهو ما لا يحدث، حيث لا يصرف للباحث سوي ٢٥% فقط من مصروفاته الدراسية، رغم وجود بنود في الميزانية تسمح بصرف هذه المبالغ.
وأشارت المذكرة إلي تفشي الوساطة في المعهد، حيث يتم تفصيل الوظائف علي أشخاص محددين، من خلال وضع شروط محددة عند التعيين مثل اسم البحث وعمر الباحث.
يذكر أن الباحثين قد قدموا نسخة من هذه المذكرة الجماعية إلي الدكتورة هنية الإتربي رئيس المركز القومي للبحوث الزراعية التابع له المركز، كما التقوا نائبها الدكتور محمود النجار الذي نصحهم بالصبر إلي أن يحال مدير المعهد للمعاش
وكشفت الزيارة التي قامت بها «المصري اليوم» للمعهد عن تحول أروقته إلي ساحات لبيع أعواد البخور والجوارب والملابس والبضائع المختلفة بالتقسيط، وفي لقاء مع الباحثين الذين قدموا الشكوي أصروا علي كل ما ورد فيها من اتهامات، وأكدوا لـ «المصري اليوم» أن المعهد تحول إلي مكان معاد للبحث العلمي في ظل إدارته الحالية، وأن استمرار هذه الأوضاع ينذر بمزيد من التدهور الذي سيحتاج إلي عدة سنوات مقبلة لإصلاحه.

طريق مصر _اسيوط التهم ارض الفلاحين فى ايام ...والتعويضات تاخرت 4 سنوات


طريق مصر ـ أسيوط التهم أرض الفلاحين في أيام.. والتعويضات تأخرت ٤ سنوات
كتب سحر المليجي وولاء نبيل ١٥/٣/٢٠٠٧
١٠٠ فدان من أجود الأراضي الزراعية تبلغ قيمتها ثمانية ملايين جنيه، تم إهدارها من أجل إنشاء طريق مصر ـ أسيوط الجديد، رغم وجود تقرير حكومي شارك في إعداده ممثلون عن إدارات الطرق والري والإدارة الهندسية، أوصي بردم ترعة الإبراهيمية وإقامة الطريق فوقها بتكلفة لا تتجاوز الملايين الثلاثة، مما يعني توفيراً للمال العام وللرقعة الزراعية، التقرير تم تجاهله والطريق تم إنشاؤه بعد انتزاع «قراريط» الفلاحين القليلة، والتي تمثل كل ما يملكونه،
وقد تمت عملية اقتلاع الزرع وتجريف الأرض بهمة لم يعرفها الأهالي من الأجهزة الحكومية، وهي همة أصابت «حسين عويس» المزارع الذي يبلغ عمره ٤٥ عاماً بالاندهاش والحسرة علي مصير أولاده الستة الذين يتعيشون من زراعة ١٥ قيراطاً التهم الطريق ٩ منها في أيام، أما التعويضات فهم في انتظارها منذ أكثر من عامين.
صلاح خلف جار عويس يتفق معه في الشعور بالدهشة من السرعة التي تمت بها عملية انتزاع الأرض منهم، رغم اقتراب موسم حصاد القمح وقتها، في مقابل البطء الشديد في صرف التعويضات، التي لم يحصلوا عليها حتي الآن، بينما كانت الحكومة نشيطة في القبض عليهم عندما رفضوا تسليم الفدان الذي انتزعه الطريق من والده الفلاح المسن.
عبدالله عباس البالغ من العمر سبعين عاماً لديه حكاية أخري رواها قائلاً: انتزعت الحكومة مني عشرين قيراطاً كنت أزرعها بطاطس، أنفقت عليها ثلاثة آلاف جنيه، ولم أحصل علي قرش واحد تعويضاً حتي الآن، رغم أني مازلت أدفع الضريبة عن الأرض بالكامل، والآن أبيع بقية أرضي لأنفق علي عائلتي.
وجه آخر للمأساة يكشفه حسن عبدالرشيد أحد مواطني المنطقة يتعلق بغياب أماكن مخصصة لعبور الفلاحين من وإلي أراضيهم الزراعية، وكذلك مرور الطريق أمام بوابة المدرسة الابتدائية، مما يعني بدء مسلسل الحوادث المرورية كالتي تحصل علي الطرق الزراعية المشابهة.
الطريق الذي يتواصل العمل فيه منذ أربع سنوات واحتاج لنزع مائة فدان، منها عشرون فداناً من أهالي قرية «المتانيا»، والذين أصبح بعضهم بلا مورد رزق بعد أن فقدوا قراريطهم ومازالوا في انتظار سراب التعويضات حسب كلام عمدة القرية عبدالرؤوف عبدالظاهر،
وعندما لجأ الأهالي لعضو مجلس الشعب علي عبدالغفار تقدم بطلب إحاطة، كان الرد عليه أن الحكومة قررت تعويض الفلاحين بواقع ألفي جنيه للقيراط، لكن الاعتماد المالي غير متوفر، وهو الأمر الذي يرفضه حمدي الطحان رئيس لجنة النقل والمواصلات بالمجلس الذي أكد أن بند نزع الملكية تم إيداعه بالفعل في هيئة الطرق والكباري، بعد أن تأكدت اللجنة المشكلة لدراسة الأمر أن تصميم الطريق بهذا الشكل أكثر أماناً وقال: «أي فلاح أكمل أوراق حيازته للأرض المنزوعة الملكية ولم يحصل علي حقه، فأنا في انتظاره.. وحاتصرف»
كمال المنجي رئيس هيئة الطرق ذكر أن سبب عدم حصول الفلاحين علي التعويض حتي الآن هو أن هيئة المساحة هي المسؤولة عن تحديد قيمة التعويض والمطالبة به، وهي لم تطلب حتي الآن بقية ميزانية نزع الملكية، من جانبه قال محمد هشام رئيس هيئة المساحة لـ «المصري اليوم»: «إنه مشغول حالياً ومش فاضي للحديث عن تعويضات الفلاحين هذا الأسبوع».

هانى رمى نفسه فى تهلكة

هاني رمي نفسه في تهلكة: دخل قسم شرطة ليحرر محضراً ضد ضابط فأكل علقة و«لبس قضية».. إنت صدقت يا هاني!
«
أنا اتبهدلت.. واتهانت.. وأخويا بين الحياة والموت.. وذهبت إلي قسم الزيتون اشتكي، خرجت بعد ٣ أيام متهما بالتعدي علي مهندس الحي».. بهذه الكلمات بدأ هاني محمد عزت كلامه، عندما جاء إلي «المصري اليوم».
وروي هاني حكايته، التي بدأت يوم الأحد ١١ مارس الجاري: فوجئت أنا وأخي المهندس هشام بحملة من قسم شرطة الزيتون تضم ضابطا و٨ أمناء شرطة و١٠ عساكر ومسؤولا من الحي، ومعهم أحد سكان عمارتنا الذي بيننا وبينه مشاكل، وهو يعمل مرشدا للشرطة، الحملة اعتدت علينا في محل الألبان الذي نملكه بحجة أنه دون ترخيص،
رغم أننا تقدمنا بطلب استخراج ترخيص منذ ٢٧ يوليو ٢٠٠٥.. انهالوا علينا ضربا، وسقط أخي مريض القلب مغشيا عليه، ورفضوا إحضار طبيب لظنهم أن أخي «بيمثل»، بعد جهد كبير أحضروا سيارة إسعاف، ومنعوني من الذهاب مع أخي وحطموا المحل وانصرفوا.
يتابع هاني: المحامي نصحني بتحرير محضر ضد الضابط في القسم، علي أن يتولي هو تقديم شكوي لوزير الداخلية والنائب العام، ذهبت للقسم فعاملوني بقسوة، ورفضوا تحرير محضر، وأخذوني علي المأمور الذي أهانني وزوج أختي، ثم أمر بخروجنا من مكتبه، وبعد ساعة استدعانا وكان عنده ضابط، قال إنه مساعد الوزير الذي وصف ما حدث بأنه حاجة بسيطة، وأمر بأن «يشوفو» شكوي الحي ضدي ويخرجوني عشان أبات في بيتي،
بعدها ذهبنا لمكتب الرائد عمرو رضا الذي أهاننا وكتب محضرا وضع فيه أسئلة وإجابات علي مزاجه، ثم أمر بحبسي، دخلت الحجز ليلة الأحد، ويوم الاثنين أخذوني إلي مستشفي هليوبوليس حيث يرقد أخي في العناية المركزة، ولم يسمحوا لي برؤيته، وعدت إلي الحجز،
وفي صباح يوم الثلاثاء رحلّوني لمديرية الأمن دون تحقيق، وبعد عودتي استدعاني الرائد عمرو وقال: إحنا اتفقنا مع قريبك نخلّص موضوع شكوتك، لكنني رفضت وقلت له إنني صورت المحل المحطم بالفيديو، ومعي دليل علي ما حدث لي ولأخي، وقدمت شكوي للوزير،
فقال لي: إنه لا يستطيع الإفراج عني إلا بإذن المأمور، وهو نائم الآن، وفي العاشرة ذهبت إلي المأمور، وقال لي: إنت إيه اللي مقعدك هنا لحد دلوقتي، وخرجت من القسم بقضية ضدي وإهانة لم أكن أتخيلها.

الهام عاشت 25 عاما على كرسى متحرك وانجبت طبيبتين ومهندسة


إلهام عاشت ٢٥ عاماً علي كرسي متحرك وأنجبت طبيبين ومهندسة
كتب سحر المليجي ٢١/٣/٢٠٠٧
اختارت وزارة التضامن عدداً من الأمهات المثاليات، كانت من بينهن إلهام محمد سلام، لتتوج بذلك مشوار حياتها والذي تقول عنه إلهام «٦٤ عاماً»: حياتي كانت صعبة منذ إصابتي في حادث سيارة أنا وزوجي أثناء سفرنا إلي الإسماعيلية، حيث أصبت بكسر في العمود الفقري، نتج عنه شلل وأصيب زوجي بشرخ في الرقبة وبعد نقل الدم لكلينا أصيب بفيروس «سي» نتيجة نقل دم ملوث إليه،
كان ذلك في شهر ديسمبر من عام ١٩٨٢، وبقيت بسبب الحادث عامين متتاليين في المستشفي وأجريت ٦ عمليات جراحية دون جدوي، وتمت إحالتي إلي المعاش من الشركة التي عملت بها ١٠ سنوات، وكان معاشي الشهري لا يزيد علي ١٠٠ جنيه وكان لدي ٣ أبناء هم شيرين ٩ سنوات، ونيفين ٧ سنوات، وأحمد ٥ سنوات.
وتضيف: سهرت عليهم قدر استطاعتي وكنت أذاكر لهم دروسهم، وأهتم بكل شؤونهم بمساعدة زوجي الذي كانت صحته تسوء مع مرور الوقت بسبب فيروس «سي»، حتي تخرجت شيرين في كلية الهندسة وأصبحت نيفين دكتورة تحاليل، وأحمد دكتوراً، وتزوجوا جميعاً وأصبح لدي ٦ أحفاد هم عمرو وروان وملك ونهي وجودي وكريم.

القاهرة والجيزة تحولتا الى لجان اشباح وقيادات الوطنى اشترت الاصوات


القاهرة والجيزة تحولتا إلي «لجان أشباح» وقيادات الوطني اشترت الأصوات
كتب مني أبوالنصر - علي زلط - محمد عبدالقادر - شيماء عبدالهادي - محمد الهواري - مروي ياسين - سحر المليجي - عمرو بيومي - أيمن حمزة - هشام علام - ريهام العراقي - ولاء نبيل - سماح عبدالعاطي - عادل عبدالوهاب - ريمون إدوارد ٢٧/٣/٢٠٠٧
شهدت لجان الاستفتاء علي التعديلات الدستورية في القاهرة والجيزة إقبالا ضعيفا من الناخبين.
وفيما أحجم الناخبون عن الذهاب إلي مقار الانتخاب حرصت القوات الأمنية علي التواجد الكثيف والمبالغ فيه، وحاصرت سيارات الأمن المركزي وقوات مكافحة الشغب لجان قصر النيل والوراق.
واجهت قيادات الوطني حالة التراجع الشديدة في التصويت «بالرشوة» أحيانا، وبالترهيب في أحيان كثيرة، فضلا عن استغلال «جيوش» العمال والطلبة في حلوان ومناطق أخري لإنقاذ وجه الوطن.
وفي مدينة نصر توافد الناخبون للتصويت علي الرئيس خوفا من ضياع بطاقة التموين، وكانت سيدة في الخمسين من عمرها قد قالت لمشرف اللجنة «أنا جاية انتخب الريس»، ثم أضافت «هاعلم علي العلامة الخضرا وخلاص»، هذه السيدة جاءت من عزبة الهجانة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، جاءوا جميعا في سيارات نصف نقل إلي لجان مدرسة رفاعة الطهطاوي الابتدائية بمدينة نصر التي تحتوي علي خمس لجان لعدد ٦٥٠٠ صوت وكان معظم الناخبين من السيدات والأرامل والمطلقات.
تقول سعدية حسن وهي إحدي المطلقات بالقرية: أنا اسمي مسجل عند الشيخ محمود إمام جامع الهداية وهو اللي قال لنا تعالوا علشان ننتخب، واستطردت «بيوزع علينا شهريا شنط تموين وعشان كده جينا».
وتقول عزيزة محمد «٦٠ عاما»: «إحنا علمنا علي العلامة الخضرا، كفاية علينا سواد»، وأشارت إلي ملابسها السوداء التي تنطق بالحرمان الذي تعيشه، فهي أرملة وتعمل خادمة في البيوت من أجل لقمة العيش.
وعلي الجانب الآخر جاءت «سيدة» تحمل طفلها الرضيع وتتزاحم بين صفوف الناخبين للإدلاء بصوتها وعندما سئلت عن اختيارهم، قالت «إحنا جايين تبع الشيخ محمود، وهو اللي قال لنا نيجي وبصراحة نفسنا إنهم يهتموا بينا شوية ويدخلوا لنا النور والمياه».
وأضافت.. قالوا لنا اللي هاييجي هياخد ٢ جنيه وكيس رز والمواصلات عليهم.
الحماس الذي جاء بهؤلاء الناس من الكيلو ٥.٤ في طريق القاهرة ـ السويس إلي مدينة نصر للإدلاء بأصواتهم، ضاع عندما واجهوا أزمة المواصلات أثناء عودتهم إلي العزبة، لأن الذين أحضروهم تركوهم في الشارع.
ما حدث في مدينة نصر لا يختلف كثيرا عما جري في الظاهر - الدائرة الانتخابية لهاني سرور المتهم في قضية الدم الملوث حيث توافد الناخبون علي صناديق الاستفتاء في لجان الدائرة وعددها ٥٧ لجنة موزعة علي ١٤ مقرا، وكانت الغالبية من الناخبين سيدات، وفي وجود قوي لموظفي شركة «هايدلينا» التابعة للدكتور هاني سرور، حيث قام معاونوه بتسهيل الإجراءات والبحث عن الأسماء في كشوف الناخبين.
معظم الناخبين من السيدات المسنات اللاتي وعدهن سرور بزيادة مساعداتهن الشهرية وتموينهن الذي يتلقينه منه ونبه معاونه علي السيدات الأميات بالذهاب إلي صناديق الاقتراع واختيار الدائرة الخضراء، وألا يختم أتباع هاني سرور البطاقات التموينية وبطاقات المساعدات للفقيرات المسنات قبل التأكد من وجود الحبر الفسفوري علي أصابعهن، وقد استخدم هاني سرور أغاني عبدالحليم الوطنية في الدعاية للتعديلات وتحمل السيارات لافتات هاني سرور وعبارات «نعم للتعديلات الدستورية».
وفي الزيتون ـ الدائرة الانتخابية للدكتور زكريا عزمي - وهي دائرة كبيرة يصل عدد الأصوات فيها إلي ١١٨ ألفاً و٢٠١ مواطن، تم توزيعهم علي ١٧ لجنة في ١٣ مقرا، ظلت حتي ظهر أمس هادئة تماما، إلا من بعض الأتوبيسات المحملة بالموظفين من الشركات المجاورة.
وقد شهدت دائرة مصر القديمة أمس إقبالا ضعيفا في جميع اللجان والتي بلغت ١٦٩ لجنة في ٩ شياخات، وقام مجدي علام أمين الحزب الوطني بمصر القديمة بتأجير العشرات من السيارات النصف نقل، تم تقسيمها ما بين سيارات لنقل الناخبين إلي اللجان وسيارات تم استغلالها في عمل زفة بالطبول والتجول داخل الدائرة، وتم تأجير عدد كبير من العاطلين والمسنين للمشاركة في الاستفتاء، وبلغ سعر الصوت ١٠ جنيهات ووجبة غداء، وشهدت لجنة السيدات بمدرسة الفسطاط تنسيقا بين أعضاء في الحزب الوطني والعاملين بالتليفزيون المصري من أجل جمع عدد كبير أمام اللجنة ليظهر أمام الكاميرا الإقبال الجماهيري.
كما تم تسويد البطاقات بواسطة أشخاص مجهولين، وتولت إيمان بيبرس «توريد» نساء مسنات نجحت في توفيرهن من خلال جمعية نهوض المرأة التي ترأسها للخروج من أزمة الإقبال الضعيف.
وفي حي باب الشعرية الدائرة الانتخابية التابعة لأيمن نور، سادت حالة الهدوء الشديد في لجان الاستفتاء، حيث أقام قسم شرطة باب الشعرية صوانا كبيرا بجوار القسم ضم عدداً من أجهزة الكمبيوتر لمساعدة المواطنين في الوصول إلي مقار اللجان التابعة لها والتي يمكن التصويت فيها باستخدام الكمبيوتر، في حين انتشر شباب الحزب الوطني داخل اللجان المعروفة بسخونتها مثل «باب البحر» و«خليل أغا» وهم يرتدون تي شيرتات تحمل شعار الحزب، ويعلقون علي صدورهم كارنيهات عضويتهم في أمانة الشباب.
ورغم أن حي باب الشعرية يعد من أكثر أحياء القاهرة كثافة إلا أن الإقبال علي اللجان كان منخفضا خاصة في لجان «الرويعي» والإمام محمد عبده، ولم تفلح السيارات التي تحمل شعار الحزب الوطني وتدور في الشوارع في تحسين الوضع، وكان لافتا أن مركز أيمن نور الذي يتوسط الميدان يغلق أبوابه ويخيم عليه الصمت تماما، رغم إعلان الغد المقاطعة.
و شهد الاستفتاء في الغورية والعتبة والجمالية تواجدا أمنيا كثيفا وبدأت اللجان في استقبال الناخبين في تمام الساعة الثامنة، وكان الإقبال متفاوتا، ففي حين شهدت مديرية الشؤون الصحية بالعتبة إقبالا كبيراً في الساعات الأولي لليوم كان الإقبال ضعيفا في الجمالية ومتوسطاً في منطقة الغورية.
وفي لجنة الشؤون الصحية ثمانية صناديق حيث تم تخصيص الصناديق من الأول وحتي السادس للرجال والصندوقين السابع والثامن للنساء، ولوحظ أن التصويت كان يتم أمام الموظف المسؤول عن اللجنة بدلا من شكله الطبيعي خلف الستائر المعدة لذلك.
وقد انعدم الإقبال نهائيا علي لجنة مدرسة الكمال الابتدائية بمنطقة البوابة بالجمالية، وكان متوسطا في لجان مدرسة الحسين بنين والثانوية التجارية، وكذلك في منطقة الغورية حيث علق الوفد لافتات تحض علي المقاطعة.
وظلت اللجان الانتخابية في حلوان وطرة وكوزيكا خاوية حتي نقلت إدارة المصانع الحربية في حلوان موظفيها بأتوبيسات منتظمة منذ الساعة الحادية عشرة صباحا للإدلاء بأصواتهم في اللجان المختلفة.
وفي جامعة حلوان تظاهر طلاب الإخوان المسلمين والاشتراكيين الثوريين ورددوا هتافات تطالب موظفي الجامعة والطلاب بمقاطعة الاستفتاء في الوقت الذي حشدت فيه إدارة الجامعة الطلاب والموظفين من أمام المدينة الجامعية في أتوبيسات لنقلهم إلي اللجان الانتخابية في حلوان والمعادي.
وشهدت دائرة قصر النيل حضورا متواضعا من الناخبين علي التعديلات الدستورية كانت قد شهدت وجودا مكثفا ومبالغا فيه من جانب قوات الأمن المركزي التي انتشرت في أرجاء الدائرة، لاسيما في منطقة وسط المدينة وعبدالخالق ثروت، حيث حاصر رجال الأمن الذين ارتدوا معظمهم ملابس مدنية مقار الأحزاب الرئيسية بشارع طلعت حرب وهي التجمع والناصري والغد، لصد أي محاولات من الأحزاب لإفساد التعديلات .وفي لجان محافظة الجيزة كان الإقبال ضعيفاً ومحدوداً للغاية، للحد الذي اضطر فيه رجال الوطني إلي استئجار «عمال» للتصويت.
في لجان الهرم كان مندوب الشرطة الذي عاني منذ الصباح من غياب الناخبين يستقبل الحضور بسخريته «أهلاً بك في لجنة الأشباح». وانعكس ضعف إقبال المواطنين علي الاستفتاء، علي وجوه أعضاء الوحدات القاعدية للحزب الوطني بالهرم، نظراً لانخفاض الأعداد المشاركة في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية بدرجة غير متوقعة.
وشهدت لجان دائرة بولاق الدكرور حالة من الهدوء الشديد، حيث لم يتعد عدد الناخبين حتي

نائب رئيس هيئة السكك الحديدية ينهى اضرابا لعمال الورش


نائب رئيس هيئة السكك الحديدية ينهي إضراباً لعمال الورش
كتب سحر المليجي وسماح عبدالعاطي ٣٠/٣/٢٠٠٧
تمكن نائب رئيس هيئة السكك الحديدية، من إنهاء اعتصام ٥٠ عاملاً من عمال ورش الهيئة الذين تجمعوا أمس الأول أمام مكتب رئيسها، بعد أن أمر بنقل زميلهم حسن إبراهيم حسن من مستشفي الدمرداش إلي مستشفي السكك الحديدية لتلقي العلاج عقب الحادث الذي تعرض له وأدي إلي بتر ساقه أثناء قيامه بالكشف علي جهاز التحكم الآلي «ATC» الخاص بالجرار رقم ٩١١.
ويرقد العامل المصاب حالياً بالغرفة رقم ٣٢ بمستشفي السكك الحديدية وحوله أولاده الأربعة وجميعهم بمراحل التعليم المختلفة، بعد أن فقد مصدر رزقه، سواء بالهيئة أو في إحدي شركات النظافة التي يعمل بها عقب انتهاء عمله في السكك الحديدية.
كان حسن إبراهيم حسن، قد توجه أمس الأول للكشف علي جهاز التحكم الآلي الخاص بالجرار ٩١١، وأثناء قيامه بعمله، سقط قضيب السكة الحديد أثناء قدوم قطار الصعيد رقم ٩٧٣ في العاشرة صباحاً ليمر القطار علي قدمه، وقد أسرع أحد ركاب القطار بالاتصال بسيارة الإسعاف لنجدته، وتم نقله بالفعل إلي مستشفي الدمرداش، حيث لاقي فيها الأمرين - كما يقول زميله توفيق خطاب - بعد أن تركه الأطباء في الاستقبال لمدة ساعتين كاملتين رغم نزيف ساقه.
وبعد مشادات مع الأطباء، تم نقله للدور الرابع لإجراء جراحة بتر عاجلة لقدمه، وهناك فوجئ زملاؤه بالأطباء يتركونه في أحد أركان مدخل حجرة العمليات ويقومون بتصوير الحالة قبل إسعافه.
عمال الورش تظاهروا مطالبين بحق زميلهم المسؤول مع عامل آخر عن صيانة أعداد كبيرة من قطارات الوجه البحري يومياً حتي يتم علاجه بمستشفي السكك الحديدية ليعالج علي نفقة الهيئة بعد الإهمال الذي تعرض له بمستشفي الدمرداش.
وتداول العمال أثناء اعتصامهم ورقة تطلب صرف حوافز لمديري هيئة السكك الحديدية وسكرتارية رئيسها والسعاة الموجودين بمكاتبهم، وصلت إلي ١٣٦٩٠ جنيهاً تحت بند مجهود غير عادي، والسهر في غير أوقات العمل الرسمية حتي ساعات متأخرة من الليل، لتجهيز وإعداد المواصفات الفنية الخاصة بشراء دفعتين من الجرارات بالأمر المباشر.
وقارن العمال بين هذا المبلغ الكبير وما يحصل عليه ٥٥ عاملاً في الورش من حافز ضئيل يبلغ ١٤٥٠ جنيها مقابل عملهم طوال الأسبوع براتب لا يزيد علي ٤٥٠ جنيهاً وحافز لا يزيد علي ٣٠ جنيهاً، ويمكن للمهندس أن يقوم بتخفيضه إلي عشرة جنيهات فقط باعتباره المسؤول عن تقييم العمال.
طالب العمال بتحديد الحافز علي أساس الدرجة التي يشغلها العامل وصرف بدل مخاطر لهم.

مصر ليس بها مصل ضد الحصبة الالمانية


تحذيرات طبية: مصر ليس فيها مصل ضد «الحصبة الألمانية».. والمتاح فقط دواء لـ«الحصبة العادية» كتب سحر المليجي ودارين فرغلي ١/٤/٢٠٠٧
وصف د. عمران البشلاوي خبير الأمراض المعدية والمستشار بوزارة الصحة تزايد أعداد الأطفال المصابين بمرض الحصبة الألمانية في مصر، بأنه يمثل «خطورة بالغة»، وكشف عن عدم وجود مصل أو تطعيم ضد المرض في مصر حاليا.
وقال البشلاوي: إن المتاح في مصر هو مصل مضاد للحصبة العادية التي تتشابه مع الألمانية في بعض أعراضها، وشبه البشلاوي الحصبة الألمانية بالحريق، وأكد أنها يمكن أن تسبب أضرارا بالغة علي الأجنة الذين تصاب أمهاتهم الحوامل بالمرض.
وأرجع البشلاوي تزايد الإصابة بالمرض إلي التلوث وسوء التغذية، وتعرض الطلبة في المدارس لمختلف الأمراض الوبائية، معتمدين علي مناعتهم الخاصة ليس إلا، لافتا إلي الفرق بين الحصبة العادية ونظيرتها الألمانية والمتمثل في تضخم الغدد اللمفاوية، الذي يصاحب بقية أعراض المرض ومنها ارتفاع درجة الحرارة، والصداع، والطفح الجلدي.
وأشار إلي أن الشخص المصاب يصبح مصدرا للعدوي في الأسبوع الذي يسبق ظهور الطفح الجلدي وحتي أربعة أيام من ظهوره، ويكتسب المصاب مناعة دائمة بعد الشفاء، أما العلاج فهو الراحة والمضادات الحيوية.
وأشار د.محفوظ حافظ أستاذ طب الأطفال بجامعة الزقازيق إلي انتشار المرض دوريا كل عدة أعوام تتراوح بين ستة وتسعة، ليصبح الأطفال من سن خمس سنوات وحتي ١٤ عاما هم الفئة الأكثر تعرضا له، بينما نادرا ما يصيب الأطفال الأقل من ستة أشهر،
ولفت حافظ إلي أن إصابة الأم الحامل بالمرض تؤدي إلي ولادة طفل يظل مصدرا للعدوي لمدة عامين كاملين مع ارتفاع احتمالات إصابته بالصفراء، وتضخم الكبد والتشوهات الخلقية، ونصح الأم الحامل بإجراء اختبار مناعة للتأكد من قدرتها علي إكمال الحمل،
وبعدها يقرر الطبيب التخلص من الحمل أو إكماله بعد إعطائها «تطعيما جاهزا»، وهو يختلف عن التطعيم النشط الذي يعطي للأطفال، وفي حال ظهور أعراض المرض يجب التخلص من الحمل فورا، وطالب د. حافظ بإبعاد الحوامل عن المصابين والأصحاء الذين تم تطعيمهم.
بينما أشارت د. أسماء فريد أستاذ أمراض النساء والتوليد في مستشفي قصر العيني إلي كون الحصبة الألمانية من الأمراض الفصلية التي يتزايد انتشارها وخطرها في فصلي الشتاء والربيع.

مافيا الموظفبن تفسد العلاج على نفقة الدولة


مافيا الموظفين تفسد «العلاج علي نفقة الدولة»
تحقيق سحر المليجي ودارين فرغلي ١١/٤/٢٠٠٧
فجر اعتصام عمال أكثر من مستشفي حكومي في الآونة الأخيرة قضية الديون المستحقة لتلك المستشفيات عند الجهات الحكومية المختلفة، وبصفة خاصة مشروع العلاج علي نفقة الدولة، بعد أن بلغ حجم ديون المشروع ٩٠٠ مليون جنيه مستحقة لـ٣٥٠٠ مستشفي حكومي في كل محافظات مصر،
وقد تزامن انفجار قضية ديون المشروع مع تأكيد الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة علي وجود مافيا كانت سبباً في تحويل قرارات العلاج علي نفقة الدولة إلي مجرد أكذوبة.
الدكتور محمد علي عابدين مدير الإدارة العامة للمجالس الطبية المتخصصة أكد بداية لـ«المصري اليوم»، أن مديونيات مشروع العلاج علي نفقة الدولة وصلت إلي ٩٠٠ مليون جنيه مستحقة لـ٣٥٠٠ مستشفي في كل محافظات مصر، وأضاف أن المستشفيات التي تقبل التعامل بقرارات العلاج لم ترفض صرف أي قرار رغم عدم حصولها علي حقوقها المالية، ورغم عدم وجود عقد ملزم بين المجالس الطبية وبين المستشفيات كما أن هذه المستشفيات لا تطالب عادة بحقوقها.
وأشار إلي أن ٤٠% فقط من الشعب المصري هم أصحاب الحق في الحصول علي العلاج علي نفقة الدولة، وهم من ليس لهم تأمين صحي حكومي أو خاص، إلا أنه مع عدم وجود آلية للتعرف علي وجود تأمين صحي لطالب القرار كان يسمح للبعض ممن لهم تأمين صحي بالحصول علي قرارات علاج، لهذا تم عمل شبكة بيانات صحية تتيح التعرف علي حالة المتقدم لطلب قرار العلاج وعما إذا كان مشتركا في التأمين الصحي أم غير مشترك.
وأضاف عابدين أن وظيفة المجالس المتخصصة هي التعامل مع المستشفيات التي تعالج المرضي وتطلب قرارات العلاج علي نفقة الدولة، وليس التعامل المباشر مع المريض إلا في حالة الاتصال بالمواطنين من أجل إجراء كشف طبي عليهم،
لأن هناك قومسيونات طبية موجودة في كل محافظة، مسؤولة عن تجميع قرارات المواطنين وإرسالها للمقر الرئيسي بوزارة الصحة بالقاهرة، ولكن عدم الثقة بين المواطنين والمسؤولين كان سبباً في مجيء المرضي من كل المحافظات للحصول علي قرارات علاجهم بأنفسهم.
وأكد عابدين أن أكبر مشكلة تواجه مشروع العلاج علي نفقة الدولة هي تسعير الأدوية حيث كان آخر تسعير للأدوية منذ سنوات عندما كان سعر الدولار ٣ جنيهات، وكانت التسعيرة عبارة عن قائمة استرشادية غير ملزمة وهو ما أوجد فجوة في التعامل مع المستشفيات.
ويضيف: إن هناك مستشفيات تغالي في علاجها وهو ما دفعنا إلي تعليق لافتة توضح للمواطنين عدم تعامل المجالس الطبية مع بعض المستشفيات، منها مستشفي المنيل الجامعي التخصصي ومستشفي عين شمس التخصصي وقصر العيني الفرنساوي وكانت هذه المشكلات سبباً في وضع ضوابط جديدة للعمل من خلال عقود يتم عرضها علي المستشفيات،
ومن يوافق عليها يكون ملزما بتوفير العلاج ومن حقه الحصول علي مستحقاته المالية، وإذا تأخرت المجالس الطبية في دفع ما عليها، تحصل منها غرامات تأخير، وسوف يتم الإعلان عن هذه الخطة في ٣٠/٦/٢٠٠٧ بعد أن وعد وزير المالية بإسقاط كل المديونيات علي المجالس الطبية المتخصصة.
ويري الدكتور صلاح الغزالي حرب أستاذ الأمراض الباطنة بمستشفي قصر العيني، أن مصطلح العلاج علي نفقة الدولة ليس مفهوماً رغم صدور قرار بشأنه عام ١٩٧٥، لأن العلاج حق طبيعي لكل مواطن كما نص الدستور المصري عليه في المادتين ١٦ و١٧، وقد تم استغلال هذا المصطلح كي نخفي القصور في الخدمات الذي تعاني منه المستشفيات التي تعالج بالمجان نظرا لنقص ميزانياتها.
ويضيف الغزالي حرب: إن العلاج علي نفقة الدولة لم يعد يقتصر علي الأشخاص الذين يستحقونه ولكنه أصبح يشمل الفنانين ولاعبي الكرة وغيرهم من الذين ينتمون لطبقات لا تحتاج إلي العلاج المجاني، وإذا أراد أي شخص التأكد من هذا فليسأل مديري المستشفيات عن عدد التوصيات التي تأتيه بصفة يومية من أعضاء مجلس الشعب أو شخصيات مسؤولة في المجتمع لتسهيل عملية الحصول علي قرارات العلاج،
ولا يقتصر الأمر عند إعطاء حقوق لمن لا يستحق بل ظهرت مافيا صغار الموظفين في المستشفيات الحكومية وهي مافيا تفرض إتاوة علي المرضي لتعجيل حصولهم علي قرارات العلاج، مستغلين لهفة المواطنين في الحصول علي علاجهم في اكتساب عشرات ومئات الجنيهات دون وجه حق.
ومن جانبه قال الدكتور أحمد عفيفي مدير مستشفي حميات العباسية: إن المستشفيات الحكومية خدمية في المقام الأول وواجبها إسعاف المريض وإنقاذه ثم المطالبة بنفقات الإنقاذ بغض النظر عن طريقة الدفع، سواء عن طريق القرارات أو الدفع النقدي من المواطن.
وأضاف: إن ٨٠% من المرضي القادمين للمستشفي يعالجون بالمجان، خاصة أن المستشفي يعالج مرضي الفشل الكلوي الذين يحتاجون إلي علاج دوري، بالإضافة لمرضي العناية المركزة وعادة ما يأتي المريض في حالة غيبوبة تستدعي إنقاذه أولاً، ومع ارتفاع نفقات العلاج حيث يصل سعر جلسة الغسيل الكلوي إلي ١٥٠ جنيهاً، وتكلفة الليلة الواحدة في العناية المركزة ٥٠ جنيها غير مصاريف الأدوية، ولقلة الدخل يلجأ المواطنون إلي قرارات العلاج علي نفقة الدولة.
.. ولكن ماذا عن طوابير طالبي العلاج علي نفقة الدولة؟
- تقول هويدا عبده «٣٩ سنة» إنها جاءت من السويس لاعتماد أوراق العلاج المجاني لابنها إسلام محمد «١٤ عاما»، الذي أصيب منذ سنوات بمرض السكر ويحتاج لعلاج شهري يصل إلي ٤٠٠ جنيه، ولأن زوجها عامل بسيط ومريض بالقلب لم تستطع توفير أموال العلاج،
وتضيف: إنها كانت تتوجه لمستشفي التأمين الصحي للحصول علي قرار علاج ابنها، ولكنها كانت تضطر للانتظار شهر كامل وهو ما كان يصيب ابنها بحالات إغماء وتدهور صحي تام أما قرارات العلاج من القاهرة فإنها تأخذ فترة أقل ولكنها اكتشفت عدم وجود علاج لابنها في محافظة السويس حيث كان يحصل علي أمبولات الأنسولين المصري الذي لم يكن يفيده،
وهو ما دفعها للتوجه لمستشفي الدمرداش بعد أن نصحها أحد الأطباء بأن علاجها مستورد، ولهذا فهي تأتي كل شهر للحصول علي أمبولات الأنسولين المستورد من مستشفي الدمرداش، وكل ٣ شهور تضطر إلي إعادة طلب قرار علاج علي نفقة الدولة لابنها.
وتطالب هويدا بتنظيم عملية صرف العلاج بين المجالس الطبية والمستشفي فهي تلجأ علي مدار ٦ سنوات منذ إصابة ابنها إلي تجديد قرارات العلاج كل ٣ أشهر، وهو ما يرهقها ويرهق ابنها معها خاصة أنها تضطر للتنقل بين أكثر من جهة حكومية في نفس اليوم ثم تعود إلي السويس لترعي بقية أولادها وزوجها.
كامل فؤاد فرج «٥٨ عاما» يقول إن زوجته ايزيس سعد مريضة بسرطان الغدد وتعالج بمستشفي قصر العيني منذ ٥ سنوات، حيث تقوم كل عام بعمل إشعاع ذري يتكلف ما يقرب من ١٠٠٠ جنيه ولهذا يقوم بعمل قرار علاج علي نفقة الدولة كل عام، يستغرق منه من ٣ إلي ٤ أسابيع مما يؤخر حالة إيزيس الصحية، حيث يقوم كل موظف بإرسال المواطنين للآخر دون مراعاة لحالتهم الصحية وكبر أعمارهم أو حالة ذويهم الصحية.
وتقول نعمات حسين «٥٥ سنة» إنها جاءت من قنا لتستعجل إجراءات قرار علاجها علي نفقة الدولة فهي مصابة بسرطان الثدي منذ عام ١٩٩٩ وتحتاج لعلاج شهري غال جدا، ولأن زوجها علي المعاش ولديها ٣ أبناء في مراحل التعليم المختلفة فإنها غير قادرة علي توفير قيمة علاجها، ولهذا لجأت إلي المجالس الطبية لإصدار قرار علاج وبالفعل حصلت علي ٣ قرارات الأول بـ٣٠٠٠ جنيه والثاني بـ١٥٠٠ جنيه والثالث بـ١٢٠٠ جنيه،
إلا أن المبالغ غير كافية وبعد أن كانت تأتي للقاهرة كل عام لتجديد قرار العلاج أصبحت تأتي كل ٦ شهور ولكن ليس أمامها إلا هذا الطريق كي تتداوي رغم أن صدور القرار يستغرق ١٥ يوما وهو ما يفاقم حالتها المرضية.

وجع العنوسة يفترس ملايين الشباب


وجع العنوسة يفترس ملايين الشباب.. والأشباح تسكن ملايين الشقق
تحقيق سحر المليجي ومروي ياسين ٢١/٤/٢٠٠٧
حقيقة صادمة كشف عنها التعداد العام للسكان والمنشآت لعام ٢٠٠٦، الذي أعلنه قبل أيام اللواء أبوبكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء،
فقد رصد التعداد أكثر من ٧.٨ مليون شقة سكنية مغلقة وخالية من السكان، من بينها ٢ مليون و١٣٣ ألف شقة تخص مواطنين، و٥ ملايين و٧٦٦ ألف شقة خالية وغير مخصصة لأحد في كل محافظات الجمهورية.
نتائج التعداد، أذهلت خبراء الإسكان الذين استطلعت «المصري اليوم» آراءهم حول مدلولاته، خصوصا مع وضع حقيقة ملايين الشقق الخالية دون تخصيص في سياق واحد مع أرقام أخري رصدها التعداد ذاته، تشير إلي أن ١٣ مليوناً و٦٥٩ ألف شاب وفتاة أدركتهم العنوسة، وإلي أن عدد عقود القران لمن هم في سن الشباب لم تتجاوز ٣٣٥ ألفاً و٣٥ عقد قران فقط، وأن أصحاب هذه العقود مازالوا في مرحلة «الخطوبة» بسبب تعثر الحصول علي شقة الزوجية.
التعداد الصادم ـ كما وصفه الخبراء ـ كشف أيضاً عن أن محافظة القاهرة، كان لها النصيب الأكبر في عدد الشقق الخالية وغير المخصصة لأحد، والذي وصل إلي ٦٥٦.٦١٩ شقة، وجاءت الإسكندرية في المرتبة الثانية، حيث وصل عدد الشقق غير المخصصة فيها إلي ٥٢١.٧٣٠ شقة،
وجاءت محافظة الوادي الجديد في الترتيب الأخير، حيث بلغت الشقق غير المخصصة فيها إلي ١٤ ألفاً و١٤٠ شقة، وهو رقم كبير جدا إذا قورن بعدد سكانها البالغ ١٧٩ ألف مواطن، طبقا لموقع المحافظة علي النت.
الدكتور أبوزيد راجح الرئيس السابق للمركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، أبدي انزعاجه الشديد من الرقم الذي أعلنته التقارير المبدئية للتعداد العام حول الشقق الخالية، وبالذات غير المخصصة واعتبرها ظاهرة جديدة وخطيرة، لم تظهر في التعدادات السابقة.
ويعتقد الدكتور، راجح أن هذا الرقم الضخم من الوحدات السكنية غير المخصصة لأحد، هو مخزون راكد، جزء منه مملوك للشرائح فوق المتوسطة والعليا التي تتعامل مع الوحدات السكنية باعتبارها رصيدا لا يفقد قيمته، وادخارا مفيدا للأبناء والأحفاد.
وأشار راجح إلي أن هناك كارثة اقتصادية مفزعة وراء هذا العدد الضخم من الوحدات غير المخصصة، والكارثة تتمثل في أن سعر هذه الوحدات يصل إلي أكثر من ٥٠٠ مليار جنيه علي أقل تقدير، وهذا مبلغ ضخم محكوم عليه بالتجميد، أما الوجه الآخر للكارثة فيتمثل في أن لدينا شريحة عليا استطاعت أن تدخر جزءا كبيرا من هذه الوحدات السكنية غير المخصصة،
في بلد يعاني فيه الملايين من أزمة سكن طاحنة، وهذا ـ كما يضيف راجح ـ يعكس خللا شديدا في توزيع الثروة من شأنه أن يؤدي إلي عواقب وخيمة علي الجميع الذين يملكون هذه الشقق ويدخرونها، والذين لا يملكون شيئاً.
من ناحيته عبر الدكتور ميلاد حنا، الخبير الإسكاني المعروف، عن دهشة شديدة بمجرد إبلاغه بعدد الشقق غير المخصصة في مصر، وقال حنا: إن هذه الأرقام لو صحت فإنها تؤكد أن مصر لا تعاني أزمة سكن علي الإطلاق، فطبقا للتعداد ذاته وصل إجمالي عدد الوحدات السكنية في كل محافظات مصر إلي ٢٧.٧ مليون وحدة سكنية، من بينها أكثر من ٧.٨ مليون شقة خالية تمثل ٢٥% من جملة الشقق، وهذا يعني فقط أن أزمة السكن في مصر تعود إلي سوء التوزيع.
ويوضح محمد سعد خطاب، مدير عام جمعية صقر قريش التابعة للاتحاد التعاوني للإسكان أن الدولة هي المسؤولة عن هذا الكم الضخم من الشقق غير المخصصة، رغم ملايين المستحقين، مؤكدًا عجز الدولة عن وضع خطط تنظيمية لتوزيع المساكن بجانب انعدام الإشراف الحقيقي علي المشروعات السكنية، لذلك «نفاجأ بمجمعات سكنية كاملة غير صالحة للسكني بسبب عيوب فنية قاتلة».
ويوجه خطاب اتهاماته بشكل محدد إلي الوحدات التعاونية التابعة لوزارة الإسكان والتي تتعامل مع جمعيات تعاونية ونقابية استغلها أصحابها في التربح وتكوين الثروات، موضحًا أن ذلك يخرج النظام التعاوني من الغرض الذي وضع له وهو خدمة متوسطي ومحدودي الدخل،
والذي بموجبه يحصل رؤساء الجمعيات علي أرض منخفضة السعر لبناء مجمعات سكنية ثم بيعها بأسعار عالية، ويقول: لقد تحول هؤلاء إلي مافيا، بدليل أن رئيس إحدي جمعيات الإسكان بالإسماعيلية مسجل خطر، من الفئة أ، وهناك غيره كثيرون تم تقديمهم للقضاء بعد ثبوت تربحهم وإهدارهم المال العام.
ويتابع خطاب اتهاماته مؤكدًا أن السياسة الحالية ساعدت رجال الأعمال والمقاولين في نهب المال العام، فكثير من المدن يتم إنشاؤها بناء علي تكليف مباشر من المسؤولين للمقاولين، فلا يؤدي ذلك إلي النهب فقط، ولكن إلي إنشاء مساكن دون المستوي الهندسي، كما حدث في مشروع النقابات الذي أنتج ١٢٦ عمارة لا تصلح للسكن وكانت النهاية صدور أحكام بالسجن ضد رئيس الجمعية النقابية وبعض معاونيه.
ولفت خطاب إلي أن معظم المدن السكنية التي يتم إنشاؤها لخدمة محدودي الدخل تتم بمنح خارجية مثل مساكن سوزان مبارك التي تبرع بإنشائها حاكم أبو ظبي بعد تقرير صادر عن منظمة البيئة العالمية، كشف أن منشية ناصر القاهرية هي أسوأ منطقة بيئية علي مستوي العالم، وندد خطاب بعدم تسليم هذه المساكن إلي مستحقيها رغم اكتمال المرحلتين الأولي والثانية، بينما الثالثة علي وشك الانتهاء، إلي جانب وحدات كثيرة أخري لم تخصص في مساكن الأوقاف ومدينة الشيخ زايد بالجيزة.
ويشير المهندس إسماعيل عثمان نائب رئيس اتحاد المقاولين العرب إلي أن حجم استثمارات المقاولات في مصر يقترب من ٣٠ مليار جنيه في السنة، وهو استثمار ضخم في حاجة إلي تخطيط وتنظيم خاصة من الحكومة، ويوضح عثمان أنه ليس من المنطق أبدًا أن نبني مدنًا في الصحاري ولا نوفر لها شبكة مواصلات جيدة تربطها بالعاصمة أو بالمناطق المأهولة،
ويؤكد أن غياب التخطيط كان من أهم أسباب انعدام قيمة هذه الوحدات السكنية التي تكتظ بها المدن الجديدة والمناطق السكنية الحديثة، بعد أن تحولت إلي مساكن للأشباح.
ويشير إسماعيل عثمان إلي أن المستثمرين الكبار في سوق العقارات، يتحملون جزءًا كبيرًا من مسؤولية أزمة الإسكان، بسبب تبنيهم مشروعات الإسكان الفاخر والمرتفع السعر، وهو الأمر الذي أدي إلي إنتاج مئات الآلاف من الوحدات السكنية الفاخرة التي تبحث عن سكان، في الوقت الذي يوجد فيه ملايين يبحثون عن وحدات سكنية بأسعار معقولة.
ويري عثمان أن توصيف «وحدات سكنية غير مخصصة» يشمل الوحدات المملوكة لأفراد وجمعيات ومؤسسات ونقابات، وهي وحدات أنشئت غالبًا من أجل البيع والشراء، ولكن أحدًا لم يتقدم لشرائها إما لغلو أسعارها، أو لوجود عيوب جسيمة بها، أو لبعدها مع عدم وجود مواصلات، وأخيرًا لافتقار جزء منها إلي الخدمات مثل الصرف والمياه والكهرباء.

مافيا الاوقر تلتهم اراضى القرعة


مافيا «الأوفر» تلتهم أراضي القرعة
تحقيق سحر المليجي - مروي ياسين - سماح عبدالعاطي - فاطمة أبوشنب - هبة عبدالحميد ٢٧/٧/٢٠٠٧
بعد حوالي شهرين من الآن، تشهد المدن الجديدة التابعة لهيئة المجتمعات العمرانية، توزيع دفعة جديدة من الأراضي بنظام القرعة الذي ابتكرته وزارة الإسكان وطبقته مرتين في العامين الأخيرين، علي اعتبار أنه النظام الأكثر ضماناً لوصول الأراضي إلي مستحقيها من المواطنين الراغبين في بناء مساكن لهم ولأبنائهم.
«المصري اليوم» قامت بجولة موسعة في عدد من أهم المدن الجديدة، في محاولة لمعرفة المصير الذي انتهت إليه أراضي القرعتين الأولي والثانية.. لمن ذهبت.. وماذا فعل بها أصحابها؟، وأسفرت الجولة عن اكتشاف مصطلح جديد، ارتبط أساساً بأراضي القرعة دون غيرها، هو نظام «الأوفر» الذي حقق لسماسرة الأراضي ثروات طائلة، ولبعض الفائزين بالقرعة مبالغ ضخمة، كانت - في حد ذاتها - هي الهدف الأساسي من دخول «القرعة».
و«الأوفر»، هو مبلغ مالي يدفعه السمسار لصاحب الأرض الفائز بالقرعة، يتراوح بين ٢٠٠ و٦٠٠ ألف جنيه في بعض المدن الجديدة، ويصل إلي ٢ مليون جنيه في بعض مناطق القاهرة الجديدة ومدينة الشروق، في مقابل تنازل صاحب الأرض عنها للسمسار أو للمشتري بموجب توكيل في الشهر العقاري، علي أن يدفع الأخير كل الأقساط المتبقية علي الأرض لهيئة المجتمعات العمرانية.
وقد اكتشفت «المصري اليوم» أن معظم الفائزين بأراضي القرعتين الأولي والثانية، باعوا أراضيهم بنظام «الأوفر»، إما لأنهم من الأساس كانوا مجرد واجهة لسماسرة، أو لأنهم لا يملكون بقية أقساط الأرض، ولا يملكون أموالاً تكفي لترخيصها وبنائها.
علي طريق القاهرة - الإسماعيلية الصحراوي، تقع مدينة الشروق السكنية، ومثل أي مدينة جديدة كانت الشروق تشكو من قلة السكان حتي أنشئت بداخلها الجامعة الفرنسية في القاهرة،وقتها بدأت أعداد غير قليلة من السكان تنتبه للمدينة الجديدة، خاصة بعد انتشار شائعة مد خط جديد من مترو الأنفاق إلي ضواحيها. وكانت أسعار الأراضي هناك لا تتجاوز المائتي ألف جنيه للقطعة الواحدة ثم فجأة قفزت إلي السماء فور الإعلان عن إقامة مدينة «مدينتي» المملوكة لمجموعة شركات «طلعت مصطفي» والتي تقع بجوار مدينة الشروق مباشرة.
أحد السماسرة بمدينة الشروق - رفض ذكر اسمه - أشار إلي أن الأراضي الموجودة داخل نطاق المدينة هي في الأصل أراض تابعة لجهاز مدينة الشروق، حصلت بعض الشركات الاستثمارية علي قطع كبيرة منها وقامت ببناء الفيلات فيها تمهيداً لبيعها.وبقية الأرض المعروضة للبيع فيها هي أراضي القرعة التابعة لوزارة الإسكان.
وأضاف أن جميع أراضي القرعة بمدينة الشروق معروضة للبيع، وأن أعلاها سعراً هي تلك الواقعة عند مدخل المدينة بجوار مدينة «مدينتي» ويصل فيها «الأوفر» إلي ٢ مليون جنيه. إن «مدينتي» رفعت أسعار الأراضي في الشروق إلي درجة فظيعة لم تكن موجودة منذ ستة شهور وأثناء تسويق المدينة الجديدة بدأت الأنظار تتجه إلي الشروق، خاصة أن كل أراضيها مكتملة المرافق ومعظمها أراضي «قرعة» يعرضها صاحبها للبيع ويأخذ عليها «أوفر» بعد أن يتسلمها من الجهاز ويدفع ١٠% من قيمتها.
وقال السمسار إن نظام البيع يسمح للمشتري ببيع الأرض مرة أخري لشارٍ آخر يستطيع بدوره أن يبيعها إلي ثالث ورابع وخامس.
الوضع في مدينة «الشيخ زايد» لم يختلف كثيراً عن «الشروق» وإن كان أشد تأزماً، لأن هذه المدينة كانت الأقل حظاً بين المدن الجديدة حيث طرحت (٣٨) قطعة أرض فقط للبيع بنظام القرعة، والسبب - كما يقول المهندس عبدالمطلب محمد عمار رئيس جهاز المدينة - يكمن في أن أراضي المدينة «خلصت» أما ما هو مطروح من أراض فهو آخر ما تملكه هيئة المجتمعات العمرانية في المدينة، والباقي أراضي خدمات تابعة للدولة لا يجوز بيعها بأي حال.
ويقول إيهاب سيف - وسيط عقارات - إن معظم أراضي القرعتين الأولي والثانية في الشيخ زايد لم يتم بناؤها حتي الآن، وقد أسهم وضع المدينة المميز وقربها الشديد من ميدان لبنان في تكالب الناس علي شراء الأراضي بها، سواء عن طريق القرعة من هيئة المجتمعات العمرانية أو بنظام «الأوفر» من المحظوظين الذين وقعت عليهم القرعة، وأحيانًا من أصحاب الأراضي الذين اشتروها منذ فترات طويلة وسددوا ثمنها بالكامل.
ويضيف مصطفي محمود - سمسار عقارات - أن الأوفر الذين يدفع لقطعة أرض مساحتها ٥٠٠ متر في الحي التاسع وصل إلي ٣٥٠ ألف جنيه.
وأوضح مصطفي أن كثيرًا من الشباب الفائزين في القرعة لا يملكون تكلفة البناء لأن أقصي ما يملكونه هو ٥٠ أو ٦٠ ألف جنيه، في حين أن بناء هذه الأراضي يتكلف أضعاف هذا المبلغ مما يجعلهم يبحثون عن فرصة أفضل، عن طريق البيع.
ويقول محمود علي - سمسار: إن طرق التحايل علي قواعد وزارة الإسكان كثيرة، فعندما منعت هيئات المجتمعات العمرانية بيع الأراضي لجأ السماسرة إلي عمل توكيل رسمي للمشتري يعطيه الحق في دفع الأقساط لجهاز المدينة إضافة إلي التعامل مع هيئة المجتمعات العمرانية، وبموجب هذا التوكيل يكون من حقه بيع الأرض لنفسه أو لغيره بعد بنائها، لأنه لا يجوز بيع أرض القرعة إلا بعد البناء.
القاهرة الجديدة «فرخة بكشك» بين المدن الجديدة، فمن يدفع ٢٠ ألف جنيه قيمة الـ ١٠% بعد الفوز بالقرعة، يحصل علي ٦٠٠ ألف جنيه بعد أن يبيع قطعة الأرض «الذهبية» بنظام «الأوفر» وهو ما رفع سعر المتر من ٥٠٠ جنيه إلي ٢٠٠٠ جنيه، وبالرغم من أن نظام «القرعة» جاء للقضاء علي نظام التخصيص العشوائي بعد انتشار «الواسطة والمحسوبية» فإن ٩٠% من الفائزين بأراضي القرعة يبيعون نصيبهم إلي التجار والسماسرة مرة أخري ليخلقوا لنا شبحًا آخر اسمه «مافيا تجار الأراضي».
عادل عزت - أحد الفائزين في القرعة الماضية - أكد أن بعض السماسرة حصلوا من هذا الطريق علي مكاسب مرعبة لا يمكن تقديرها ولكن إذا علمنا أن مكسبهم من قطعة أرض واحدة يصل إلي نصف مليون جنيه فسوف يمكننا معرفة كيف تكونت مافيا تجار الأراضي في هذه المدينة الجديدة، وهم الذين تسببوا في ارتفاع سعر الأرض ارتفاعًا هائلاً، حيث يدخلون القرعة بأسماء الموظفين العاملين بالمكاتب، ويدفعون قيمة المقدم لهم، وفي حالة الفوز تصبح الأرض من حق التاجر، ومن ثم فإن له أحقية التصرف فيها عن طريق التوكيل نفسه ويبلغ سعر المتر في القرعة في القاهرة الجديدة ٥٠٠ جنيه تقريبًا ولكن بـ ٢٠٠٠ جنيه أي أربعة أضعاف ثمنه الحقيقي.
ويؤكد محسن علي - المحامي بأحد المكاتب الاستشارية بالمدينة - أن التجار المزيفين والسماسرة ونظام البلطجة، هم الذين يتحكمون في بيع الأراضي بالقاهرة الجديدة وأن هؤلاء التجار يقومون ببيع الوهم للجمهور، ولأن موقف بيع أراضي القرعة غير قانوني وهذا يجعل الراغبين في الشراء فريسة سهلة لأصحاب المكاتب الوهمية، وهذا أيضًا يتم عن طريق الإعلانات الوهمية الموجودة بالجرائد.
وفي مدينة «العبور» لا يختلف الحال كثيرًا، فهناك مبان سكنية مكتملة، وأخري تحت الإنشاء وفيلات وضعت عليها لافتات بأسماء ملاكها، ورغم ذلك لاتزال معظم أراضي مدينة العبور صحراء، وهذه الأراضي خضعت هي الأخري لنظام القرعة لغرض واحد فقط وهو «التعمير»، ولكن مكاتب السمسرة التي لا تخطوئها عين حولتها إلي تجارة لا علاقة لها بالتعمير.
في مدينة العبور تجولت «المصري اليوم» لتكتشف أن «أوفر» أراضي القرعة يتراوح الآن بين ٦٠٠ و٨٠٠ ألف جنيه للقطعة الواحدة، وأن معظم أراضي القرعتين الأولي والثانية انتقلت من ملاكها الأصليين إلي مكاتب سمسرة نقلتها بدورها إلي مشترين آخرين بموجب توكيلات الشهر العقاري.
أحد السماسرة في مدينة العبور قال: إن حركة البيع والشراء توقفت الآن في كل المدن الجديدة بسبب الإعلان عن بدء إجراءات القرعة الثالثة، ولكنه يؤكد في الوقت ذاته أن معظم الحاصلين علي الأرض بنظام القرعة من الشباب أو الأسر التي لا تملك القدرة علي البناء، وأن معظم هؤلاء تقدموا للقرعة بنية البيع والحصول علي «الأوفر» الذي يكفي الآن لشراء شقة معقولة وتأثيثها وتدبير نفقات الزوج.. وهو حل مثالي لهؤلاء الشباب، أما الأراضي فتنتقل إلي الشريحة القادرة علي بنائها أو تسقيعها.
السماسرة في مدينة ٦ أكتوبر كانوا من نوع خاص، فأغلبهم من فئة المستثمرين ورجال الأعمال، والقلة فقط من السماسرة الصغار وإن ظلوا بمقاييس البسطاء من أصحاب الملايين.
محمد خلاف - صاحب شركة عقارات في ٦ أكتوبر - أكد لـ «المصري اليوم» أن أسعار الأراضي في المدينة ارتفعت بشكل ملحوظ للغاية نتيجة بيع أراضي القرعة للمستثمرين والسماسرة، والبائع في النهاية «كسبان كسبان».
ويشير خلاف إلي أن سعر المتر الذي حددته وزارة الإسكان بـ ٨٠٠ جنيه، وصل الآن إلي حوالي ١٥٠٠ جنيه، ويضيف أن جهاز مدينة ٦ أكتوبر لجأ إلي حيلة جديدة للحد من تجارة الأراضي، وذلك بأخذ شيكات بقيمة الأرض علي الفائزين بالقرعة، ورغم ذلك انتقلت معظم الأراضي من أصحابها إلي ملاك جدد.
الأمر ذاته يؤكده أحمد حسنين صاحب شركة مقاولات في ٦ أكتوبر، ويشير إلي أن نظام الشيكات المعمول به في أكتوبر لم يؤثر إطلاقًا في عملية الاتجار بأراضي القرعة، فالأشخاص الذين فازوا في قرعة أبريل باعوا الأراضي قبل أن يتسلموها من الجهاز، ولم تفلح حيلة «الشيك» في تأجيل البيع ولو ليوم واحد.