Saturday, August 25, 2007

مذكرة جماعية تكشف السرقات العلمية فى معهدالارشاد الزراعى


مذكرة جماعية تكشف السرقات العلمية في «معهد الإرشاد الزراعي».. وتسخير الجن لإصابة الباحثين بالاكتئاب
كتب سحر المليجي ١٠/٣/٢٠٠٧
كشفت مذكرة جماعية قدمها بعض الباحثين بمعهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية عن بعض المخالفات الإدارية التي شهدها المعهد خلال الأعوام الستة الأخيرة، فضلاً عن بعض السرقات العلمية لرسائل الماجستير والدكتوراه، واتهام مدير المعهد بتسخير الجن لإصابة الباحثين بالاكتئاب.
وأكدت المذكرة التي قدمها الدكتور كمال صادق النجار والدكتور سامي الغمريني والمهندس أسامة بدر، وحصلت «المصري اليوم» علي صورة منها، أن ثلاثة من الأساتذة الكبار في المعهد أعدوا بحثاً بعنوان «الإنصات الإقناعي» تبين أنه منقول تفصيلياً من رسالة ماجستير لباحث في المعهد يدعي «ياسر الحميري»، كما حصل الأساتذة الثلاثة علي بدلات سفر ومكافآت، وبتقديم صاحب البحث الأصلي مذكرة إلي الدكتور محمد حامد زكي مدير المعهد، تم تشكيل لجنة لفحص الشكوي، وأقرت بسرقة البحث، وأدانت كذلك صرف بدل السفر للباحثين.
وأوضحت المذكرة تعدي «مرفت صدقي عبدالوهاب» طالبة الدكتوراه بالقول علي أساتذة قسم الاجتماع الريفي وهم الدكاترة: ماجدة قطب، زينب عوض، صابر الصباغ، حيث اتهمتهم بأنهم «مرضي نفسيون»، عندما أخبروها بأن رسالة الماجستير الخاصة بها منقولة من رسالة أخري، وكذلك مخطط رسالة الدكتوراه، وقد حرروا ضدها شكوي برقم صادر ١٠٦٠ بتاريخ ٢٦/١١/٢٠٠٦، ولم يتخذ أي إجراء حتي الآن.
وأشارت المذكرة إلي إصدار مدير المعهد قرارات بترقية ونقل بعض الإداريين والسكرتارية وأعضاء المكتب الفني، وكذلك إلغاء بعض العقود المؤقتة لطلاب الماجستير والدكتوراه دون إبداء أي أسباب.
ولفتت المذكرة إلي تعاقد مدير المعهد مع جهات خارجية باسم المعهد، من خلال إعداده أبحاثاً لبعض المنظمات لصالحه الشخصي، وتقاضيه عنها مقابلاً ضخماً، فيما وزع القليل منه علي بعض الباحثين، وعندما قدم المهندس أسامة بدر شكوي ضده، تم خصم يوم من راتبه بسبب لجوئه للصحافة.
وأضافت المذكرة أن مدير المعهد يهدد من يخالفه الرأي من الباحثين، ويلجأ إلي شطب أسماء الباحثين بمختلف درجاتهم العلمية من دفاتر الحضور والانصراف، حيث يتم طبع ونسخ دفاتر الحضور والانصراف الحكومية المسلسلة رقمياً كي يسهل تبديلها، لاستخدامها كوسيلة ضغط للمختلفين معه، بينما يتم تكليف المقربين له بمهام بعيدة عن المعهد والتوقيع لهم بعد عودتهم إلي المعهد.
واتهمت المذكرة أحد وكلاء المعهد بالاستعانة بالدجالين ومن يقومون بأعمال السحر، مؤكدة أنه أصاب إحدي طالبات الدكتوراه بقسم بحوث المرأة الريفية بالاكتئاب، مما دفع زوجها إلي التقدم بشكوي لمدير المعهد، الذي لم يعاقب «الوكيل»، مكتفياً بنقل الباحثة إلي مكان آخر، دفعت هذه الواقعة العاملين إلي إحضار البخور وإشعاله داخل جميع حجرات المعهد، فيما استغل أحد الموظفين المخزن في بيع البخور، نظرًا للإقبال الشديد عليه من جانب العاملين ولأن أرباحه مضمونة.
وقالت المذكرة إن مدير المعهد يخص بعض المقربين منه بالبعثات الخارجية والدورات التدريبية، بعيدًا عن التخصص والخبرة.
ورصدت المذكرة المخالفات الخاصة بتجديد أحد مباني المعهد، الذي سقط طلاؤه بعد شهرين من تجديده، فضلاً عن إعداد حجرة خاصة للمدير مجهزة بأحدث الأجهزة الكهربائية قيل إنها ستكون مكتبًا خاصًا له بعد خروجه علي المعاش.
وانتقدت المذكرة مدير المعهد لتلاعبه بمعايير الترشح والاختيار للدرجات البحثية، بما يخدم أغراضه الخاصة، وأشارت إلي أنه يجبر الباحثين علي حضور الندوات العلمية التي يحاضر فيها، وذلك بنقل كشوف الحضور والانصراف إلي مقر الندوة أياً كان مكانها، مؤكدة تحديه للباحثين المستحقين للترقية لتقديمهم شكاوي ضده، إضافة لرفضه التعزيزات الخاصة بالدرجات البحثية التي طلبتها إدارة المركز من المعاهد من باب العناد والتحدي.
وأكدت المذكرة استغلال المدير سيارة المعهد المخصصة له في نقل إحدي الموظفات بالمعهد، واتهمته بمخالفة قرار المركز رقم ٣٤ لسنة ١٩٩٤ الذي ينص علي تحمل المعهد تكاليف ورسوم الدراسة للكادرين الخاص والعام لمن وافق المعهد علي استكمال دراستهم، وهو ما لا يحدث، حيث لا يصرف للباحث سوي ٢٥% فقط من مصروفاته الدراسية، رغم وجود بنود في الميزانية تسمح بصرف هذه المبالغ.
وأشارت المذكرة إلي تفشي الوساطة في المعهد، حيث يتم تفصيل الوظائف علي أشخاص محددين، من خلال وضع شروط محددة عند التعيين مثل اسم البحث وعمر الباحث.
يذكر أن الباحثين قد قدموا نسخة من هذه المذكرة الجماعية إلي الدكتورة هنية الإتربي رئيس المركز القومي للبحوث الزراعية التابع له المركز، كما التقوا نائبها الدكتور محمود النجار الذي نصحهم بالصبر إلي أن يحال مدير المعهد للمعاش
وكشفت الزيارة التي قامت بها «المصري اليوم» للمعهد عن تحول أروقته إلي ساحات لبيع أعواد البخور والجوارب والملابس والبضائع المختلفة بالتقسيط، وفي لقاء مع الباحثين الذين قدموا الشكوي أصروا علي كل ما ورد فيها من اتهامات، وأكدوا لـ «المصري اليوم» أن المعهد تحول إلي مكان معاد للبحث العلمي في ظل إدارته الحالية، وأن استمرار هذه الأوضاع ينذر بمزيد من التدهور الذي سيحتاج إلي عدة سنوات مقبلة لإصلاحه.

No comments: