Saturday, August 25, 2007

مصطفى يبيع الدبابيس فى وسط القاهرة ويتمنى ان يكون مهندس بترول


مصطفي يبيع «الدبابيس» في وسط القاهرة ويتمني أن يكون «مهندس بترول»
كتب سحر المليجى ٢٠/٨/٢٠٠٧


مهنة صغيرة محدودة لكنها تمثل عالمه كله، فعلي بعد خطوات قليلة من ميدان طلعت حرب يقف الفتي الصغير «مصطفي حسن» «١٢ عاماً» متكئاً علي حائط بجوار أحد المحال وفوق يده لوحة عريقة ممتلئة بالدبابيس، واليد الأخري تستقبل النقود من الزبائن وهم غالباً من النساء العابرات اللاتي يرغبن في شراء دبابيس «الحجاب» من البائع الصغير، يجمع ويطرح ويحسب ويعطي كل «زبونة» ما تريده دون خطأ.
مصطفي طفل يعيش في حي منشية ناصر، ولكنه اعتاد الاعتماد علي نفسه مبكراً فهو يخرج من منزله كل يوم في الثامنة صباحاً ويتجه إلي حارة اليهود يشتري «بضاعته» «كل ٦٠ دبوس بـ ٢.٥ جنيه،» ويذهب ليبيعها في شوارع وسط البلد.
من الصباح حتي العاشرة مساء يبيع لوحة أو اثنتين أو عشرا وكله «علي حسب تساهيل ربنا» كما يردد، يبيع ١٢ دبوساً بجنيه، ولهذا قد يصل مكسبه في اليوم الواحد ٣٠ جنيهاً وأحياناً لا يستعيد نقوده الأصلية، وأياً كان الربح فإنه يعطيه لوالدته التي «تدخره» حتي بداية العام الدراسي كي يستطيع شراء كتبه وملابسه وكراريسه وأقلامه.
محمد الذي حصل علي مجموع ٣٢٤ من ٣٥٠ يتمني أن يكون مهندس بترول في المستقبل لأن أمه تريد ذلك، وهو يسعي لأن يحقق لها أمنيتها لأنه أصغر أبنائها الأربعة، ولهذا يفضل المذاكرة علي لعب كرة القدم التي يعشقها، ويري أن أبو تريكة لاعب مثالي، كان يتمني أن يصبح مثله لولا ظروفه القاسية من كبر سن والدته ومرض والده.
مصطفي لا يرغب في الذهاب للمصيف ولا يريد أن يلعب مع الأطفال، ولا يريد من الدنيا إلا أن يحقق حلم أمه وينجيه ربنا من البلدية التي جعلته يختبئ تحت عجلات أي سيارة واقفة كي لا تأخذ بضاعته منه، وكذلك من «غلاسة» بعض السيدات اللاتي يشترين الدبابيس ثم يعدن لتغييرها أكثر من مرة.

No comments: