Saturday, August 25, 2007

تقليد الام..فرصة لتعليم البنات


تقليد الأم..فرصة لتعليم البنات
كتب سحر المليجى ١٠/٨/٢٠٠٧

عندما تقف البنت أمام المرآة وأدوات ماكياج ماما وتحاول أن تقلدها في ماكياجها وتسريحة شعرها، تقف الأم مرتبكة لا تدري ماذا تفعل؟ هل تعنفها لأنها تفعل أشياء سابقة لعمرها، أم تستشير طبيباً نفسياً لتري لماذا تفعل ابنتها الصغيرة ذلك أم أن ذلك أمر طبيعي؟
سألنا الدكتورة لميس الراعي، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، فقالت: تبدأ البنت من سن ٦ إلي ١٢ عاماً في تكوين شخصيتها كأنثي، وهنا تقوم بتقليد النموذج النسائي الذي أمامها وهو أمها، فتقلدها في ملابسها وتسريحة شعرها، وربما تضع الماكياج سواء في البيت أو عند الذهاب إلي الأفراح، وهناك مَنْ تحاول تقليد أمها في طريقة الكلام كي تلفت أنظار الجميع إليها.
ومع أن هذه الظاهرة قد تبدو مخيفة في أول الأمر، إلا أنها وسيلة جيدة لتربية وتنشئة الفتيات، فهي تسبق فترة المراهقة التي تحاول الفتاة فيها الاستقلال عن الأسرة وعدم الاستماع إلي نصائح والديها، ويمكن استغلال هذه الفترة بطريقة غير مباشرة لتعليمهن الكثير من فنون الحياة النسائية، والمثل العليا، وإصلاح أي عيب في شخصيتهن بدون أن نفرض عليهن أي شيء بطريقة جافة منفرة كأن تدخل البنت مثلاً مع أمها المطبخ لتراها وهي تبتكر وجبات لها شكل جذاب ومذاق شهي، وتحبيها في الطهي دون أن تشعر أنه واجب ثقيل عليها.
ويجب مراعاة أن البنت مرآة أمها في هذا العمر، فعندما لا تُقبل الأم علي الثرثرة في التليفونات والزيارات وأحاديث النميمة واستغلال وقتها في أعمال مفيدة، فإن البنت تصبح كذلك، أما عندما تكون الأم عصبية وثرثارة، فإن الأمر ذاته ينتقل إلي بناتها دون أن تدري.
وتضيف الدكتورة لميس أنه من الضروري علي الأم خلال هذه الفترة العمرية، تنمية شخصية ابنتها دون الضغط عليها والحرص علي تعليمها بطريقة ودية دون إجبار، لأنها بذلك تشكل شخصيتها المستقلة في المستقبل.

No comments: